أكدت جلسات منتدى جدة للموارد البشرية 2012 أن السعودة تمثل قضية إستراتيجية، تتعلق بالأمن والاقتصاد والمجتمع، موضحة أن أفضل ممارسات التوظيف هي التدريب المستمر للاحتفاظ بالمواهب في القطاعات المختلفة. وبدأت جلسات المنتدى الذي أقيم اليوم الأحد تحت شعار “نحو تنمية بشرية مستدامة” برعاية وزير العمل المهندس عادل فقيه باستعرض سارة بنت سهل مديرة التوظيف وشؤون الموظفات بشركة جمجوم محور التوظيف والتدريب والاحتفاظ بالمواهب، مشيرة إلى جملة من التحديات من أبرزها التوظيف والتدريب في وقت قصير وفي عدة مدن في الوقت نفسه وبطء تأقلم المرأة مع طبيعة العمل في قطاع التجزئة والمواصلات ونظام الدوام على فترتين صباحي ومسائي وعدم توافر عدد كافٍ من المتقدمات في المدن الصغيرة والنائية واعتراض بعض أولياء الأمور على نظام دوام الفترتين وبطء تحصيل دعم صندوق الموارد البشرية، مبينة أن نسب التسرب العالية (108% سنوياً) فضلاً عن ارتفاع تكاليف التشغيل بسبب التسرب العالي. واستعرضت سارة بنت سهل مشروع التأنيث موضحةً أنه يسعى إلى توفير فرص العمل الشريف للمواطنات وأن هناك ارتياحاً كبيراً لدى العميلات في التعامل مع البائعات مبينة ًأن المرأة لا تقل كفاءة عن الرجل بل وتتفوق عليه أحياناً، وأن النتائج الأولية مشجعة جداً فضلاً عن أن التجربة أظهرت مواهب إدارية نسائية. ثم تلتها جلسة نقاش حول تطوير الأعمال برئاسة الأستاذة بسمة السيوفي استشارية وأديبة، تحدث خلالها الدكتور فهد التخيفي المشرف العام على برامج عمل المرأة في القطاع الخاص بوزارة العمل حيث أوضح أن المشروع يسعى لإيجاد فرص وظيفية عديدة للسعوديين في قطاع التجزئة بشكل عام والمراكز التجارية بشكل خاص وبين الحاجة لتحسين بيئة العمل في المراكز التجارية خصوصاً بعد وجود المرأة السعودية في محلات البيع وإنشاء مراكز خدمية تهدف إلى توطين المراكز التجارية المغلقة وتأنيثها ما أمكن وفق التعليمات التي أصدرتها الوزارة. وأبان د.التخيفي أن برامج عمل المرأة في القطاع الخاص أوجد وجوداً لوزارة العمل والجهات الشريكة وزارة الداخلية، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وزارة الشؤون القروية والبلدية، المديرية العامة للجوازات، وزارة التجارة، إمارات المناطق، وصندوق تنمية الموارد البشرية داخل المراكز التجارية المغلقة في جميع مدن/محافظات المملكة للتأكد من التزام جميع المحلات بالأوامر الملكية وقرارات مجلس الوزراء والقرارات الوزارية لكل الجهات المشرفة على قطاع الأعمال، إلى جانب متابعة تأنيث المحلات التي صدر بحقها قرارات من وزارة العمل وأية قرارات تخص المرأة للتأكد من الالتزام وتطوير بيئة عمل لائقة للسعوديين والسعوديات داخل المراكز التجارية ومراقبتها لضمان الاستدامة وتقديم حوافز للمحلات وخدمات إضافية مقابل توظيف السعوديين والسعوديات. واستعرض د.التخيفي الخطوة المستقبلية وهي مناقشة فكرة المشروع الرئيسية مع أصحاب المراكز التجارية والمحلات التجارية ومناقشة فكرة المشروع مع الجهات الحكومية الممكن تقديمها لخدمات في المراكز التجارية المغلقة وإعداد خطة تنفيذية شاملة. فيما استعرض الأستاذ زياد مرتجي مدير عام قطاع الأعمال بشركة HP تطوير الأعمال في الموارد البشرية وأهمية برامج التدريب المعتمدة في المبيعات برنامج وآليات اكتساب المهارات ومهارات البيع من بائع خارجي، كما تناول آليات تمكين السعوديين عبر تصميم برنامج لجذب الخريجين الجدد الذين يتابعون الوظيفة في قطاع تكنولوجيا المعلومات. فيما استعرضت الأستاذة عنبسة قنديل نائب رئيس شركة Solving Efeso تجربة قطاع البقالات في المملكة، مشيرةً إلى أهمية تحسين نوعية الخدمات وتجربة التسوق في محلات البقالة مسؤولية اجتماعية اقتصادية أمنية وبيئية، ودور محلات البقالة باعتبارها مكوناً مهماً في أي مجتمع متوازن بسبب تميزها بقربها من الحياة اليومية للقاطنين وضمان توافر مرافق مجتمعية ملائمة ومتاحة وآمنة مهمة أساسية للحكومة. وكشفت قنديل أن هناك طلباً حقيقياً للتسوق في محال البقالات وذلك لتلبية الاحتياجات اليومية من شراء الأغذية والمشروبات والضروريات المطلوبة بشكل عاجل، مبينة أن هناك أهمية لإعادة تنظيم قطاع التجزئة البقالات عبر إجراء تحسين جذري للمعايير الفنية والبصرية والتشغيلية ورفع جودة ونوعية الخدمة المقدمة للمجتمع وترشيد وزيادة تنافسية وحيوية القطاع وإيجاد فرص عمل واستثمار لمواطني المملكة وجذب شركات التجزئة العالمية للاستثمار في هذا القطاع. فيما ناقشت الجلسة الثانية محور أفضل ممارسات الموارد البشرية في قطاع البناء والتشييد حيث استعرضت التوظيف والتدريب والاحتفاظ بالمواهب وتطوير الأعمال برئاسة الدكتورة نائلة عطار رئيس مكتب استشارية للاستشارات الإدارية وباحثة في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، حيث تحدث خلالها الأستاذ عبدالله رضوان مدير عام شركة الرضوان حيث أكد أهمية تعزيز الثقة بالقطاع الخاص مبيناً أن هناك الكثير من الآليات للحفاظ على الأمان الوظيفي وتعزيز وجود السعوديين في شركات ومؤسسات قطاع البناء والتشييد، مبيناً أن هذا القطاع واسع ويتطلب توظيف المزيد من الموظفين والمساهمة في تقليص نسب البطالة. واستعرض الدكتور عبدالله الغامدي رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للهندسة المدنية أهمية قطاع التشييد والبناء باعتبار أن قطاع المقاولات أحد أكبر القطاعات الإنتاجية في المملكة، حيث تبلغ قيمة عقود المشروعات الحكومية في 2011م ، 322 ملياراً وأن عدد العاملين في القطاع 2.8 مليون في حين أن عدد العاملين السعوديين في القطاع 202 ألف ونسبة السعودة في القطاع حوالي 7% مقارنة بأن نظام البناء الحالي غير جاذب للسعودة ويتطلب عمالة مكثفة. وأكد د. الغامدي أهمية تطوير نظام البناء الحالي من خلال تحسين الإنتاجية (الجودة، الوقت، التكلفة، الاستدامة) وخفض عدد العمالة غير السعودية في قطاع البناء والتشييد واستقطاب السعوديين في القطاع عبر إيجاد بيئة عمل جاذبة. أما الجلسة الثالثة، فتناولت ممارسات الموارد البشرية في المنشآت الصغيرة والمتوسطة للوصول للنطاق الممتاز والأخضر برئاسة الأستاذ طارق العمودي مدير الموارد البشرية بشركة بروكتر اند جامبل P & G تحدث خلالها المهندس هاني خوجة رئيس شركة الاكسير والأستاذ عبدالكريم العنزي مدير إدارة الموارد البشرية بشركة هلا للخدمات المحدودة تناول المتحدثون خلالها دورة الموارد البشرية في بناء إستراتيجيات المنظمات وممارساتها المستقبلية من خلال تقدير احتياجات إدارات المنظمة ونشاطاتها وأعمالها المتنوعة من الموارد البشرية، وبناء برامج استقطابها، واختيار الأحسن والأفضل. وأكدت الجلسة أهمية التعليم والتدريب المتواصل بهدف رفع الكفاءات وتطويرها وتأمين مسار للترقي وتقدير الأداء، مشيرةً إلى أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة تحقق بذلك الريادة وتحسن من تصنيفها ضمن برنامج نطاقات. جدة | رنا حكيم