تناثرت مشاعر الحزن والعتاب، تسطو عليّ وتؤنبني.. فهوايتي التي أفتخر وأعتز دوماً بها خانتني، ومشاعر الفرح عندما تسرق أناملي الحروف، وتبدأ بسرد خواطري تهرب مني.! أشعر بالحزن لبعدي عن لغتي الجميلة، أشعر بالاكتئاب لضياع الوقت، وضياع وقت قراءتي للروايات الطويلة، وتعلم الكلمات المبهرة منها. فها أنا الآن أنطوي حول كتب المواد العلمية والحسابية فلا أجد فرصة لأحلق بخيالي، لا أجد الوقت الكافي لأفصح عما بداخلي، أريد ساعة لأمضيها داخل سحابة الحروف، أرتبها، وأنسقها، وأفعل بها ما أشاء، أريد أن أغتنم فرصة أن لغتي العربية لغة القرآن الكريم، والرسول صلى الله عليه وسلم، فما أعظمها من لغة! فأحمد ربي كل يوم وكل حين أن لدي أربع حصص لمواد أدبية، أتثقف منها، وأدرسها، وأتمرن من خلالها، ففي مادة الأدب أتعلم المفردات الجديدة والغريبة، وفي النحو أرتب كلماتي، وأخيرا أجمل مادة على الإطلاق.. التعبير.. التي أسبح فيها بعالمي الخاص حيث لايوجد من يفرض قانونه عليّ. فشكراً لكل معلمة قضت ساعاتٍ من عمرها تعلمنا هذه اللغة الجميلة.