ماذا لو انقرضت شجرة الأراك؟ كم طاعنٍاً في السِّن أمام ساحات الحرمين في (بلاد الحرمين) وقدّام بيوت الله أجمعِها ستناله البطالة؟ وكم أفواهٍاً انبعث النتن من فسائد ضمائرها حتّى استعصت الرائحة على كلّ معاجين الأسنان، فلم يُخفّف من نتانتها سوى الأراك ببركة بيع الصالحين له وهم شِيبَة؟ لا أدري لم كلّ هذا الهجوم على مجلس الشورى حين ناقش انقراض شجرة الأراك؟ لو انقرض الأراك لارتفعت معدّلات تسوّس الأسنان فوق ما هي الآن ولماتت سُنّة من سنن الإسلام. وما الذي سيدلّك على أنّ هذا شيخٌ مثلا إن عدِم السّواك؟! لو ضاع منّا الأراك لفقدنا مُلهِما أكبر في مكافحة الفساد! كيف؟ بعض أعضاء المجلس ربما يودّون حل بطالة (العَجَزَة)، وتسوّس الأسنان، وإحياء الشرائع في زمن البدعة! يودُّون توسيع دور مادة الأراك الحارة من تحفيزها على القبض على من به شُبهة أخلاقية، إلى ما هو أكبر، من فسادٍ إداريّ وماليّ، والذي هو أخلاقي أيضا في الدرجة الأولى! كلّ هذه المقاصد ربما تجلّت في خوف بعض الأعضاء من انقراض الشجرة! هُناك فرق بين قولهم: (“أراكَ عَصِيَّ” الدّمع يا مجلس الشورى على معاناة المواطنين، من سكنهم وتعليمهم وتجارتهم وقروضهم وتملّكهم وإيجاراتهم وناقلات الغاز بين أحيائهم).. وبين قولكَ: (“أراكٌ”.. “عصيُّ” الدّمعِ والذوقِ.. لايشتكي انقراضَه).. ومع هذا استُشعِر الخطر المحدق به! كمثلِ دجاجةٍ أجرِيت لها عملية نادرة في الأحساء مُقابل امرأةٍ تضع مولودها -أُكرِمتُم- في دورة مياه! دعواتكم بالغنى بالعافية لأمّي، فهي تبحث عن سرير شاغر، لكنّها قَطعا لايُؤرّقها ما تستاك به!