وجه عددٌ من أعضاء مجلس الشورى انتقادات لاذعة لشركة أرامكو، وتساءلوا أثناء مناقشتهم التقرير السنوي لوزارة البترول والثروة المعدنية للعام المالي 1431/1432ه، في جلسة أمس، عما فعلته أرامكو للسعوديين وللتنمية الاجتماعية في الداخل، مؤكدين أن الشركة لم تقدم شيئاً للمواطن السعودي في الداخل. وطالب عضو المجلس عضو لجنة الإسكان والمياه والخدمات العامة المهندس محمد القويحص، بفتح ملف شركة أرامكو وإعادة هيكلتها، وتزويد المجلس بتقرير متكامل عنها وعن أعمالها، متسائلا عن دور الشركة في الداخل في ظل قيامها بتبرعات وأعمال تنموية وإنسانية لضحايا الكوارث حول العالم في كاترينا في الولاياتالمتحدةالأمريكية وباكستان في ظل عدم قيامها بأي عمل لما يحدث من كوارث للسعوديين في الداخل كان آخرها ما حدث للمواطنين في كارثة حريق استراحة الاحتفالات التي لا تبعد عن مقر الشركة سوى كيلو مترات. وأوضح أن هناك عديد من الإشكاليات التي أصبح من اللازم فتح ملف الشركة بشأنها كحادثة اختراق شبكتها وقضية الرشوة والشركة الأمريكية. وعن قضية تهريب المنتجات النفطية التي تستوردها المملكة وما تم بشأنها والتي لم يناقشها التقرير السنوي للوزارة، تساءل عن الدراسة التي تم إعدادها منذ خمس سنوات للنظر في وضع التهريب، مشيراً إلى أن المنطقة الشرقية أصبحت تعاني من ارتباك في التخطيط العقاري بسبب ما تحتجزه أرامكو من أراض بشكل أضر بالمنطقة وبالسكان فيها، موضحا أن سياسات التعاقد مع شركات أخرى لا تهدف إلى دعم سعودة الوظائف. وأشار القويحص إلى أن الدراسات والإحصائيات حذرت من قصر العمر الافتراضي للنفط الخام الذي تعد المملكة أكبر منتج له، بما يحتم ضرورة وضع استراتيجية تأخذ في الاعتبار العمر الافتراضي لإنتاج النفط وإنشاء مصافٍ لتكرير منتجات النفط عوضاً عن استيراده، مؤكداً أن المملكة تستنزف طاقتها البترولية بسبب سياسات الاستهلاك المحلي واستيراد منتجاته. فيما انتقد عضو لجنة الشؤون الخارجية الدكتور صالح النملة المشروعات الترفيهية التي تقيمها أرامكو والموجهة للأجانب، وقال «زرت المركز الترفيهي في رأس تنورة وجدت الجنسيات الأجنبية والعربية المستفيدة، مشيراً إلى أن السعوديين تجدهم مفترشين الأرصفة كنوع من الترفيه، مستفسراً عن ما فعلته أرامكو للسعوديين. وتساءل عضو المجلس الدكتور منصور الكريديس عن دور الوزارة وما تم إنجازه بشأن مشروع إيصال الغاز للمنازل الذي يدرس منذ ثلاث سنوات، مؤكداً أن هناك دولاً أقل نمواً طبقت مثل هذه المشروعات. وأكد عدد من الأعضاء أهمية زيادة عدد المصافي في المملكة ورفع طاقتها الإنتاجية، والاهتمام بإنتاج البترول المكرر لما في ذلك من تكامل مع الإنتاج الخام للبترول، والاستثمار في الكادر البشري وتوسيع فرص العمل. ولاحظ عدد من الأعضاء خلو التقرير من دراسة قد كلفت بها الوزارة في وقت سابق تتناول إيصال الغاز عبر شبكة وطنية للمنازل وتساءلوا عما وصلت إليه الدراسة وعن آلياتها، مؤكدين أهمية مثل هذه الدراسة وإقرار هذا المقترح لتلافي نقل الغاز عبر المدن لما في ذلك من أخطار. ودعا أحد الأعضاء إلى وضع سياسات بترولية جديدة تراعي فيها ترشيد استهلاكه، وإنشاء مصاف لتكرير النفط، مع ضرورة إطلاع المجلس على تقارير شركة أرامكو، إضافة إلى تضمين تقرير الوزارة معلومات عن التنقيب عن الغاز.