اعترف لطفي زيتون، الوزير التونسي والمستشار السياسي والإعلامي لرئيس الوزراء، حمادي الجبالي، بأن حكومة النهضة «أخطأت المرمى» وأن «المبالغة في تقييم القدرة على الإنجاز» قادها إلى «العجز في تحقيق مطالب التونسيين» منذ تشكيلها. وقال زيتون، في مقابلة بثها التليفزيون الحكومي، إن «خللا حدث في تقدير حركة النهضة الإسلامية للموقف من الشأن العام منذ البداية، الانتخابات أديرت وكأنها انتخابات برلمانية عادية، وتم إيهام الناس أن هذه المرحلة ستكون مرحلة إنجازات والحال أنها مرحلة صياغة دستور جديد للبلاد». وأضاف «من هذا المنطلق نحن جميعا أخطأنا المرمى، ولذلك وجب أن نتراجع خطوة إلى الوراء لتدارك ما فات وعدم السقوط في عنف خطير بدأ يتزايد يوما بعد يوم». ويعد اعتراف زيتون ب «خطأ» الحكومة أول اعتراف من نوعه لمسؤول رسمي، ويؤشر على أن حكومة حمادي الجبالي تمر ب «مأزق سياسي حقيقي». واعترف زيتون أيضا بأن الحكومة «عجزت عن تنفيذ ما وعدت به خاصة في مجال التنمية» مضيفا «لم يتم إنجاز ما كنا نطمح إليه». وتابع «كان من الممكن أن تعمل الحكومة أكثر على تقديم تنازلات وجمع القوى السياسية في حكومة وحدة وطنية». وأرجع عجز الحكومة عن تحقيق مطالب التونسيين إلى ما قال إنه «نوع من المبالغة في تقييم القدرة على الإنجاز»، غير أنه لفت إلى أن «تحميل المسؤولية لطرف واحد من شأنه أن يعطل عملية التقييم ويعرقل مسار الانتقال الديمقراطي». وتجد تصريحات المستشار لطفي زيتون أهميتها في كونها ولأول مرة تأتي مطابقة في كثير من جوانبها لمواقف المعارضة في تونس، وهي تأتي كذلك لتعكس أزمة حقيقية تمر بها حكومة الجبالي لم يعد مجديا إخفاؤها. وكان مجلس شورى حركة النهضة الحاكمة أصدر بيانا الأربعاء دعا فيه الحكومة إلى مصارحة الشعب بكل الصعوبات التي تمر بها البلاد، كما دعا المجلس في بيانه، عقب اجتماع الدورة السابعة له، إلى اعتماد الحوار طريقة لحل المشكلات الاجتماعية وتنفيذ المشاريع العاجلة. من جانبه، فاجأ الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، محمد عبو، الجميع في تونس بتصريحاته الإذاعية أمس، التي قال فيها إن «حركة النهضة اتخذت بعض القرارات والإجراءات الانفرادية دون استشارة حليفها الأول حزب المؤتمر وأحد شريكيها في الحكم مع حزب التكتل الديمقراطي للعمل والحريات. وأعلن «عبو» أن حزبه غير مستعد لتحمل مسؤولية أخطاء غيره، وأكد أن المشاورات الحالية بين الائتلاف الثلاثي الحاكم تتجه نحو تعديل وزاري لتغيير طريقة الحكم، كاشفاً أنه إذا لم تُقبَل المقترحات التي قدمها حزبه فسيضطر إلى الانسحاب من الائتلاف الحاكم.