اتسم المشهد السياسي التونسي بالتوتر والاحتقان في الذكرى الأولى لأول انتخابات حرة عاشتها تونس بعد ثورة 14 يناير، وتصاعدت حدة الخطابات المتبادلة بين الائتلاف الحاكم والمعارضة فيما يبدو أنه بداية لحملة انتخابية مبكرة. وقال زعيم حركة النهضة الإسلامية قائد الائتلاف الحاكم راشد الغنوشي، إن أهداف الثورة لم تتحقق بعد، محذراً من مغبَّة عرقلة الانتقال الديمقراطي الذي تعيشه تونس. وصرح الغنوشي، في تصريحاتٍ خاصة ل»الشرق»، بأن «أعداء الثورة متربصون بها، وعلى الشعب أن لا يسمح لهم بجر تونس إلى المربع الأول». وحذر زعيم «النهضة» من أن تقع الثورة التونسية فى انزلاقات تعيد البلاد إلى الديكتاتورية مرة أخرى، وضرب الغنوشي مثالاً بمصر قائلاً «رأينا في مصر كيف اقترب أحمد شفيق من منصب الرئاسة بدعم من بعض الفاسدين من رجال الأعمال والإعلام». ورفض الغنوشي حل «الرابطة الوطنية لحماية الثورة» بعدما قتل محسوبون عليها ناشطاً سياسياً معارضاً في مدينة تطاوينجنوبتونس الخميس الماضي، وأشار إلى أن الحكومة التونسية «ينبغي أن تكون فى مصالحة تامة مع الهيئات الثورية فى البلاد»، مضيفاً أن لجان حماية الثورة هي جمعيات مرخصة قانونياً ولها شرعية ثورية حقيقية ولا يحق لأحد أن يصادر حقها فى الوجود أو أن يشكك في شرعيتها. وتابع «هي أيضاً ضمير الثورة لأنها لا تتعامل معها بمنطق التنازلات والتوافقات التي تضطر إليها الأحزاب السياسية مكرهة»، لكنه نفى في الوقت نفسه أن تكون روابط حماية الثورة تابعة لحركة النهضة. وندد الغنوشي بمقتل القيادي في «نداء تونس» لطفي نقض، وقال «القتل جريمة والعنف جريمة، وأنا أدين العنف من حيث أتى وأدين الأسباب التي أدت إليه». من جهته، حذر رئيس الحكومة التونسية وأمين عام حركة النهضة حمادي الجبالي، من أن عدم إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في تونس مطلع صيف 2013 «سيعرض البلاد لمخاطر ومنزلقات لا يمكن تحملها». ودعا الجبالي، في خطاب أمس في المجلس الوطني التأسيسي، إلى «التسريع في مواعيد الاستحقاقات السياسية القادمة والمصادقة على الدستور الجديد مطلع السنة المقبلة». وأثناء مغادرته المجلس التأسيسي، قال الجبالي في تصريح ل»الشرق»، إن «التأخير في موعد الانتخابات الذي اقترحته الهيئة التنسيقية العليا للترويكا سيعرض البلاد لأزمات اقتصادية واجتماعية جمَّة»، مضيفاً أنه «يجب على النخبة السياسية في البلاد والأحزاب تحمل مسؤولياتها والعمل معاً من أجل إتمام هذه المرحلة الانتقالية بنجاح وفي أسرع وقت ممكن». وفي رده على سؤال «الشرق» حول مسألة شرعية الحكومة التي تقول المعارضة إنها أصبحت محل تنازع، رأى الجبالي أن «الحكومة تستمد شرعيتها من المجلس التأسيسي، وأن هذا الأخير هو وحده القادر على سحب الثقة منها»، مطالباً بالتخلي عن الدعوات المنادية بإسقاط الحكومة في هذا الوقت الحرج الذي تمر به تونس.