تظهر قدرة الكاتب السوري ياسين رفاعية، المقيم في لبنان، جلية في رواية “القمر بجانبه المظلم” على كتابة قصص قصيرة ناجحة وجذابة، لكن ذلك قد يكون على حساب العمل الروائي ككل. البطل نفسه وبلسان حبيبته سيرين بطلة الرواية يشير إلى شيء من ذلك، إذ تقول له سيرين “أنا أصبحت أحب حكاياك الحزينة منها والمفرحة. أنت حكواتي جيد. اترك الشعر، واكتب القصص. تملك موهبة وجاذبية في روايتك القصص”. رواية ياسين رفاعية هذه تتناول حياة البطل، وهو شاعر وقصصي وصحافي في عمر الأربعين، وعلاقته بفتاة أصغر منه بكثير ما تزال في مرحلة الدراسة الجامعية. إنها من عائلة ثرية، بل فاحشة الثراء، وهو في حال من الإملاق الدائم. هناك علاقة بين البطل وشلة من الأصدقاء، على رأسهم محيي الدين، وحليم، الأستاذان الجامعيان، وديمة طالبة الدكتوراة المولعة بحليم المتزوج ورب العائلة. علاقة ممدوح، أي البطل، بمحيي الدين، تتجاوز الصداقة العادية إلى نوع من الأبوة من جانب الأستاذ الجامعي الستيني. إنه يهتم بأمره ويشتري له ما يحتاج إليه، مما يعجز دخله هو عن السماح له بشرائه. محيي الدين على رغم ما يبدو من مادية في علاقاته، أو نظرته إلى الجنس الآخر، هو إنسان عميق الثقافة ذو روح مرحة لطيفة، على الرغم من دمامة منظره. إنه أستاذ جامعي ناجح ذو شهرة واسعة. تزوج من امرأتين، لكنه يعيش وحيداً في بيروت، وعلاقته بممدوح تشبه التمني. إنه من نواح عدة كل عالم ممدوح. جاءت الرواية في 203 صفحات متوسطة القطع، وصدرت عن دار الساقي في بيروت. ولياسين رفاعية روايات وقصص ومجموعات شعرية وكتب للأطفال، ونصوص أخرى. بيروت | رويترز