الغازات البترولية المسالة والشائع استخدامها كمواد وقودية تعد مواد خطرة سواء تم تفريغها في صهاريج أو أسطوانات معدنية، وهي كذلك قنابل موقوتة إذا لم تتخذ وسائل السلامة معها بشكل دقيق ومستمر بما يضمن حماية الأرواح والأموال، مؤسف ما يحدث لدينا من تساهل في معايير ومتطلبات وسائل الأمن السلامة أو الرقابة على إدارة صهاريج أو عبوات الغاز المعدنية، بدءاً من نقلها من المصانع بواسطة سائقين يفتقدون إلى الحد الأدنى من متطلبات السلامة والقيادة الآمنة، أو بالعربات والصهاريج التي لا نعلم ما إذا كانت تخضع لفحص دوري، وانتهاء بالواقع المرير المشاهد يومياً الذي ينبئ عن واقع خطير على الناس وممتلكاتهم، حيث يتم نقل الغاز داخل المدن في النهار خلال ساعات الذروة وأثناء درجات الحرارة العالية، وأيضا عشوائية السماح بتوزيع أسطوانات الغاز المعدنية من خلال نقط بيع داخل الأحياء السكنية.. في المقابل هناك ممارسات مزعجة وتحتاج إلى التعامل معها بحزم لأننا نكاد أن ننفرد بها دونا عن شعوب العالم، حيث يحرص بعض العامة على مضايقة بل والدخول في سباق مع سيارات الطوارئ ومنافستها على الوصول إلى مكان الحادث، بجانب الفضول غير المرغوب فيه والتجمهر حول مكان الحادث، والتعدي على الممتلكات الخاصة، وانتهاك حرمات المصابين والموتى بالتصوير غير المسموح به، والعبث بالأدلة الموجودة على مسرح الحادث، وبالتالي إعاقة جهود الإنقاذ والتحقيق. لا لغز أو ألغاز في حادثة الغاز سوى التراخي في تطبيق الأنظمة والرقابة وغياب العقاب، ففاجعة الرياض كدرت النفوس وآلمت المشاعر بما حصل فيها من خسائر في الأنفس والممتلكات، حيث إن المؤشرات الأولية تؤكد خطأ سائق الصهريج بمحاولته الدخول للتقاطع والمرور قبل أن تتحول الإشارة الضوئية إلى اللون الأحمر، كان من الممكن أن تكون هذه الفاجعة كارثة لو صادفت أحد أيام العمل والدراسة ولكن لطف الله سبحانه وتعالى بأن كان ذلك اليوم يوم إجازة.. نسأل الله بعظيم أسمائه وجميل صفاته أن يتغمد الموتى في حادثتي (خريص وعين دار) بواسع رحمته وأن يشفي المرضى ويعوض المتضررين فيما أصابهم خيراً.