انتقد مراجعون في مستشفى الولادة والأطفال في الدمام، ما اعتبروه «سوء معاملة وإهمالا» تمثل في عدم مباشرة الكوادر الطبية المؤهلة معاينة المرضى، وساعات الانتظار التي يقضيها الأطفال وذووهم للحصول على فرصة الدخول إلى قسم التنويم، رغم توصيات الأطباء. وتحدث مواطنون ل»الشرق» عن المشكلات التي تواجههم أثناء مراجعتهم للمستشفى في ظل غياب تام للمسؤولين عن حلها، وتجاهلهم للمشكلات التي تحدث بين الموظفين والمراجعين، التي قد تصل أحيانا إلى التشاجر والملاسنات، في مؤشر على أزمة متصاعدة توحي بأن الوضع في المستشفى أصبح «خارج السيطرة».
ممرضة غاضبة يقول المواطن محسن الرويلي «من غير المعقول أن يباشر موظف واحد عملية الكشف الأولي، بالرغم من أعداد المراجعين الكبيرة»، ويضيف الرويلي «بعد انتظار طويل للكشف على ابني الذي كان يعاني آلاما في صدره، وتخوفي وقلقي على صحته، أخذت أوجه أسئلتي إلى الممرضة بإلحاح لتطمئنني علي صحته، وبعد أن تجاهلتني عدة مرات وهي تحضر جهاز البخار، ركلته برجلها بانفعال معبرة عن غضبها واستيائها، فوقع الجهاز على الأرض».
11وخزة فاشلة وتحدث المواطن عبدالله الغامدي عن معاناة مماثلة، يقول «رغم وجود عشرات الأطفال في صالة الانتظار، إلا أنه لا يوجد في القسم المختص سوى ممرضتين»، وأضاف «ظلت إحداهما تحاول إدخال إبرة المغذي في يد ابني 11 مرة، وبعد مضي خمس ساعات من الانتظار والمحاولات الفاشلة، ولما شعرت بغضبي، استدعت ممرضة متمكنة من أحد الأقسام الأخرى».
نصف الأجهزة معطلة ودعا المواطن صالح العبدالعزيز المسؤولين في المديرية العامة للشؤون الصحية إلى زيارة قسم الإسعاف في مستشفى الولادة والأطفال في الدمام، وتحديدا الغرفة الصغيرة الوحيدة الخاصة بأجهزة البخار، للاطلاع على ما يعاني منه الأطفال المرضى في هذه الغرفة، بحسب قوله، مؤكدا أن المكان لا يوجد فيه سوى أربعة أجهزة للبخار، اثنان منها معطلان، واثنان متهالكان، وأضاف «إن كانوا يدرون فتلك مصيبة، وإن كانوا لا يدرون فالمصيبة أعظم».
بحث عن المسؤولين وانتقد المواطن خالد الجار الله غياب مسؤولي المستشفى، مؤكدا أنه خلال خمس ساعات انتظار مع طفله، كان يبحث عن مدير القسم أو المدير المناوب ليبدي له بعض الملاحظات، ويطلب منه سرعة إنجاز إجراءات دخول ابنه لقسم التنويم، غير أن رحلة بحثه لم تكلل بالنجاح. وأضاف «طلبت من الموظفين والممرضين مقابلة أحد مديري المستشفى أو المسؤولين فيه، فنفوا علمهم بمكان وجودهم»، معتبرا أن لغياب أجهزة الرقابة والمتابعة دورا كبيرا في تمادي مديري المستشفى ومسؤوليه عن التسرب والتسيب.
شح كوادر واحتقان من جهته، أكد مصدر مسؤول في مستشفى الولادة والأطفال في الدمام (فضل عدم ذكر اسمه) صحة ما ذكره بعض المراجعين بخصوص طريقة تعامل بعض الممرضات، مرجعا ذلك إلى احتقانهن بسبب سوء الإدارة وعدم تنظيم وردياتهن، الأمر الذي ينعكس على أدائهن العملي وأسلوبهن في التعامل مع المراجعين والمرضى، وأضاف «إجازات الممرضات متوقفة، ويلزمن بالعمل في أيام العطل الرسمية، ولا يسمح لإحداهن بالخروج في إجازة إلا بشق الأنفس، وليوم أو يومين على أقصى تقدير». وأوضح المصدر أن هذا الوضع راجع إلى قلة كادر التمريض في المستشفى، مشيرا إلى أن أحد الأقسام يتطلب ما لا يقل عن 45 ممرضة، بينما ليس فيه سوى عشرين ممرضة، وأضاف «رفعت إدارة المستشفى عدة طلبات بهذا الشأن للجهات المختصة، ولكن لم يتم اتخاذ أية حلول حتى الآن».
لا ردود «الشرق» نقلت أبرز انتقادات المواطنين وما ذكره المراجعون من ملاحظات إلى المسؤولين في إدارة العلاقات العامة والإعلام في الشؤون الصحية للمنطقة الشرقية، لمعرفة رأيهم وأخذ تعليقاتهم، إلا أنه لم يرد منهم أي تصريح على مدى أسبوعين، رغم اتصالات «الشرق» المتكررة، ووعودهم بموافاتنا بالإجابة عن استفساراتنا.