برنامج حافز كما نعلم ساعد كثيراً من الأسر والعائلات معدومي الدخل، وساعد كثيراً من الشباب العاطلين، ولا شك أنه حل كثيراً من المشكلات لتلك الشريحة من المجتمع، وكما نعلم أنه لا يتم استلام إعانة حافز للمستفيدين منه إلا بانطباق الشروط والمؤهلات على المستفيد، ومنها أن تكون عاطلاً، وأن لا تكون مسجلاً في مكتب العمل ولا في التأمينات، فإذا انطبقت تلك الشروط على مقدم طلب الإعانة، يطلب منه البرنامج تحديث بياناته أسبوعيا على الموقع الإلكتروني، وإلاّ سيتم خصم 200 ريال عن كل أسبوع. المشكلة لا تكمن في تحديث البيانات، المشكلة أن هناك أشخاصاً استفادوا من ذلك الوضع… فقد رأيت رأي العين محلات ومكتبات تقوم بتحديث بيانات حافز مقابل مبلغ معين شهرياً، وهنا أتساءل: بأي حق تقوم تلك المحلات بمزاولة ذلك العمل وأمام الملأ؟ (اللي اختشوا ماتوا) من دون حسيب ولا رقيب؟ وعندما سألت العامل الذي يقوم بذلك العمل عن شرعية ما يقوم به رد عليّ بالقول: بصريح العبارة (سيبنا بأه ناكل عيش)! أيعقل أننا وصلنا لتلك المرحلة؟ إننا نتاجر بأي شيء سواء كان شرعياً أو غير شرعي، والمصيبة أن ذلك يتم في العلن أمام الملأ، وذلك بوضع بنرات وبروشورات دعاية للموضوع (عيني عينك)!. أتساءل: أين الجهات المسؤولة عن تلك المحلات؟ وأين جهات الرقابة؟ هل هم في سبات عميق أم إنهم لم يتوقعوا أن ذلك لن يحدث؟ وأساسا لماذا يتم التحديث أسبوعيا على الإنترنت؟ لو كان المستفيد من الإعانة يستطيع شراء كمبيوتر وأن يشترك في الإنترنت لما قدم على (حافز)، فلم يقدم عليه إلاّ وهو محتاج للريال الواحد. ولو أن التوعية كانت موجودة منذ البداية عبر وسائل الإعلام، وخاصة عن طريقة التحديث قبل انطلاقة البرنامج كما فعلوا في نظام ساهر سابقا، حيث كان هناك توعية وعملية تجربة لأجهزتهم ومن ثم إطلاقه، أقول لو كان هناك توعية ببرنامج حافز وعرف الجميع الطريقة السليمة للتحديث، لما استعان البعض بتلك المحلات المبتزة!. ويدور في رأسي عدة تساؤلات تبحث عن أجوبة، منها: هل الخطأ من المسؤولين عن حافز لأنهم لم يوعوا مستخدمي النظام فاستعانوا بتلك المحلات؟! أم الخطأ من الجهات المسؤولة لعدم مراقبتها لتلك المحلات؟! أم المشكلة تكمن في مستخدمي نظام أو برنامج حافز بعدم دراية؟! أم إنه جشع وطمع أصحاب المحلات والمكتبات؟! أم السبب تساهل الجهات المسؤولة مع تلك المحلات؟! وهل أصبح التجار يتاجرون في أي شيء (يأكلون الأخضر واليابس) فلا يهمهم لا جهات ولا رقابة؟! همسة: لو رضينا بالقليل أتانا الكثير!.