يقول المهندس علي النعيمي في تصريحات سابقة إن عصر النفط لن ينتهي قريباً، وهذا الكلام يعني أن النفط وهو مصدر عيشنا في السعودية قد ينتهي إذا اكتشف بديل استراتيجي له يؤدي غرضه، وتميز البديل بتكلفة التصنيع أو الاستخراج غير المكلفة، وهو ما يعني ضمنياً أن هذا الخيار قائم وقد يؤدي إلى تغيير كامل في مستقبل الدول، وسيتسبب أيضاً في تحولات كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. ويبقى السؤال: ماهو تأثير وجود طاقة بديلة عن النفط ؟لعل الإجابة الأولى أو الرجاء الأول هو أن نرفع أيدينا بالدعاء كي تبقى هذه النعمة وأن يحفظها الله من الزوال، فلو تحول العالم إلى بديل عن النفط فإننا سنكون في مأزق حقيقي خصوصاً في ضوء تمثيل دخل النفط ما يجاوز %85 من دخل الدولة، وهو ما يعني أيضاً أننا لو فكرنا استراتيجياً فسيكون الضوء القادم من ثقب الإبرة في تنويع مصادر الدخل، وهو مايعني أيضاً أننا بحاجة إلى التوجه نحو استثمارات حقيقية غير نفطية، وهذا الخيار يصعب التعامل معه في الوقت الحالي لأن تطبيقه يحتم العودة إلى تقليل الاعتماد على النفط وهو أمر يستحيل في ظل ارتفاع المصروفات للدولة على كافة الأصعدة . إذاً أين هو الحل؟ الحل بحسب رأيي المتواضع أن تصنع المملكة خطة متوازنة سنوية نحو تخفيض نسبة الاعتماد على النفط، وإلزام جميع الجهات الحكومية بالتقليل من مصروفاتها السنوية، وتخفيض الاستهلاك المحلي من البنزين، واعتبار السنوات القادمة هي سنوات نحو تحقيق توازن اقتصادي بين النفط باعتباره سلعتنا الوحيدة وبين التنوع الذي سيتم، وهو ما يعني خلق سلة الدخل بشكل متوازن دون الحاجة إلى الاستغناء المباشر -وهو مستحيل- عن دخل النفط، ووضع نسبة اكتفاء من دخل النفط من الدخل الكلي.إن أي هزة في أسعار النفط وهي احتمال مفتوح في ضوء سوق عالمي، قد يسبب عجزاً في الدخل، نسأل الله أن لا يحدث يوماً. إضاءة: مازال في العالم أربعة ترليونات برميل نفط كمخزون، ليس الخطر في نهايته، الخطر في بدائله.