جهود كبيرة تبذلها الجهات المختصة في مجال إرشاد التائهين في الحج وإيصالهم إلى مواقعهم، وإعادة البسمة إلى شفاههم خاصة في حالات فقد الأطفال وكبار السن الذين يُخشى تعرضهم للإجهاد. وقال القائد الكشفي في عرفات محمد الجهني، ل«الشرق»، إنهم يواجهون صعوبات أحياناً في إيصال التائهين خاصة الأطفال، فأحياناً لا نجد منهم معلومات دالة على موقعهم، ومن ذلك حالة الطفل الباكستاني الذي عثرنا عليه في عرفات حيث لم يكن يرتدي سواراً، ولكن الكشافين بذلوا جهداً واستطاعوا الوصول إلى ذويه من خلال شكله والكلمات التي ينطقها، وهيئته وملابسه، وتسليمهم إياه في مخيمات حجاج جنوب آسيا، لافتاً إلى أن الفرحة كانت كبيرة بوصوله سواء من ناحية عائلته، أو من ناحية الكشافين. وتابعت «الشرق» وصول عائلة مصرية لأخذ طفلها من مركز إرشاد الأطفال الذي تعمل فيه مجموعة نسائية بقيادة الدكتورة مها فتيحي، حيث تتم رعاية الأطفال التائهين إلى حين إيصالهم إلى ذويهم. وقال والد الطفل محمد كمال محمود ل«الشرق»، إنه قضى أربع ساعات كاملة يبحث عن ابنه، مشيراً إلى أنه دخل الحمام ليتوضأ، ومن ثم التفت خلفه فلم يجده، لافتاً إلى أن فرق الكشافة عثرت على الطفل واتصلت بالمؤسسة التي تخدمهم، والتي أخبرتهم بدورها عن مركز الإرشاد الذي يوجد فيه الطفل. كما تابعت «الشرق» في جولتها على مراكز الإرشاد مجموعة من التائهين بينهم حاج جزائري يبحث عن أخيه التائه، وحاجة سودانية قالت إنها قدمت من نجران، وأنها أضاعت زوجها ولاتزال تبحث عنه، مشيرة إلى أن المشكلة تكمن في كونها لم تحج في حملة، وبالتالي يصعب إيجاد وسيلة للتواصل مع زوجها. من جهتهم، اشتكى حجاج جزائريون من عدم دقة العناوين المدونة في بطاقاتهم، وأوضح أحمد عزيز أن مؤسسة الطوافات سجلت على بطاقاتهم عناوين غير مطابقة للواقع، مشيراً إلى أنه اكتشف عدم وجود شارع (8) في عرفات مع أنه الشارع المسجل في البطاقة.