يثير التدمير الذي تمارسه قوات بشار الأسد على نطاق واسع في المدن والمناطق السورية كافة، كثيرا من التساؤلات وخاصة مع فشل الجامعة العربية ومجلس الأمن في احتواء الصراع أو إيجاد حل يضمن رحيل الأسد وانتقالا سلميا للسلطة. وإذا كان كثير من السوريين يرون أن قوى إقليمية وراء هذا النظام وهذا الخراب، في الوقت الذي يمارس حكام دمشق وقادتها العسكريون الآن «سياسة الأرض المحروقة» سياسة لم يستخدمها سوى قلة من القادة المهووسين بالقتل والتدمير مثل النازي هتلر. ويعتقد بعض النشطاء أن تسارع خسارة النظام لأراض ومواقع عسكرية بشكل يومي وما يتكبده من خسائر كبيرة في صفوف قواته ومعداته تحت ضربات الثوار وبالتالي فإن خيار إقامة الدولة العلوية والانسحاب باتجاه الساحل هو سبب كل هذا الدمار الذي تحدثه قواته على امتداد سوريا، ظانا أن ترك سوريا مدمرة سيجعلها غير قادرة على مواجهة دولته الوليدة، ومستغلا تواطؤ بعض القوى العظمى مع ما يرتكب من جرائم. وأن الأسد يخشى تحرك المزيد من قواته التي لا يزال جزء كبير منها في الثكنات خوفا من تفككها فيما لو أدخلها إلى ساحات القتال، لا يجد سوى خيار الطيران لإظهار قوته وتماسك نظامه من خلال ما تلقيه طائراته من البراميل المتفجرة التي تحدث دمارا هائلاً في المدن. وتشير الدلائل إلى أن انهيار قوات النظام ليس بعيدا، وربما يكون مع إحكام سيطرة الجيش الحرعلى الشمال السوري، ونقل المعارك إلى داخل العاصمة التي يعتبرها النظام معقله الأخير قبل أن ينسحب إلى جبال الساحل ومدينتيه الرئيستين طرطوس واللاذقية اللتين يشهد ريفهما معارك طاحنة مع تقدم الجيش الحر وسيطرته على عدة قرى علوية في هذه المناطق. كل ما يحصل الآن في سوريا يؤكد استبعاد أي حل سياسي للأزمة السورية، ويبدو أن عامل الوقت الذي كان النظام يحاول استغلاله لوأد الثورة أصبح الآن لصالح الثوار الذين يؤكدون أن معاركهم حاسمة في الشمال وسيتقرر مصير سوريا على أساس نتائجها، في المقابل يزيد الأسد القوة التدميرية التي تلقيها طائراته فوق المدن السورية وكأنه يقول لهم لن أرحل قبل تدمير البلد.