تزخر منطقة نجران بأشكال عديدة من الفنون الشعبية التي توارثها أبناء المنطقة جيلاً بعد جيل حتى وقتنا الحاضر، متوائمة في أصالتها الممزوجة بالذائقة العالية مع ثقافة وعادات أهالي نجران عند تأديتهم الفنون الفولكلورية في المناسبات المختلفة. وتتنوع هذه الفنون باختلاف أدائها ومسمياتها في نجران، حيث يعتمد بعضها على اللحن فقط، بينما يعتمد الآخر على اللحن مع الإيقاع، وتؤدى في مناسبات عديدة، مثل: الأعياد، والزواج، والختان، ومن أبرزها: الزامل، والرزفة، والمرافع، أو لعبة الطبول. ويعدّ الزامل أهم الفنون الشعبية التي تؤدى في جميع مناسبات أهالي نجران، ولا يقتصر أداؤه على الأفراح، بل يشمل ذلك مناسبات التوسط في حل الخلافات التي تنشأ بين القبائل، أو الأفراد، وما شابهها، حيث يُؤدى هذا اللون بدون استخدام الإيقاعات، وتقوم طريقته على أساس مجموعة من الرجال يردّدون في صف واحد فور وصولهم إلى مكان المناسبة بيتين من الشعر في لحن رجولي تمتلأ به الحناجر، مفسرين في معناها سبب قدومهم، ليتم استقبالهم من قبل مجموعة أخرى بالترحيب. وعادة ما تحمل أبيات الزامل في معناها الترحيب والاستعداد لتحقق مطلب المجموعة المقبلة عندما تتعلق المناسبة بحل خلاف، في حين يكتفى في هذا الشأن بالترحيب من المجموعة المستقبلة دون الردّ على أبيات الشعر التي رددها الحاضرون، وتكمن أهمية هذا اللون كونه يعد البداية لأي مناسبة أياً كان نوعها. ويأتي بعد الزامل “فن الرزفة”، ويؤدى دون إيقاعات، بواسطة مجموعة تنقسم إلى صفين يتناوبان على ترديد أبيات من الشعر، بينما يتحرك كل صف بشكل فني راقص في اتجاه الآخر تارة، وإلى الخلف تارة أخرى، حيث يتخلل ذلك رقصات في الوسط لشخصين من وقت لآخر. ومن الفنون الشعبية في منطقة نجران، “فن المرافع”، أو “لعبة الطبول”، ويعد هذا اللون من أكثر الألوان شعبية في المنطقة، ويجمع في مضامينه بين اللحن والإيقاع، ويؤدى بواسطة مجموعة من الناس يقومون بالرقص بأسلوب الرزفة نفسه، مع ترديد الأبيات الشعرية بألحان مختلفة، وإيقاعات عديدة راقصة. نجران | واس