في مجتمعنا تظل هنالك مفاهيم تتفق على «مفرداتها» كل الأطياف ولا نحتاج أمامها أن نخصصها لمنطقة أو نبحث عمن يفك رموزها ومن هذه المفاهيم «الشلة» وهي مجموعة تجتمع وفق ميول واتجاهات تتفق عليها وبالتالي لا بد أن يكون أمامهم هدف حتى وإن كان عشوائيا أو فوضويا وإن طال تنفيذه، الأهم الاتفاق على المبدأ. الشلة تتفاخر برؤيتها وبمنظومتها حتى وإن ظلت تتخبط وعادة ما تكون أهدافها في المحيط السلبي. من وجهة نظري المتواضعة فإن هنالك ارتباطا ما بين «الشلة» والأخطاء والفساد والجريمة وإعاقة التنمية وحتى مخططات الإرهاب.. فالشلة هي من تخطط لجرائم السرقة والسلب الاحترافي، وهي من تقوي الطالب على المعلم والعكس، وهي من تتورط في عمليات التهريب وفي تفشي سوء استخدام السلطة في بعض إداراتنا، فهنالك شلة «المدير العام» وشلة «المسؤول» وهم عادة من «المطبلين» و»الملمعين» و»مبرمجي الجلسات والولائم»! والشلة وراء توظيف مفهوم «امسك لي واقطع لك» وهي ذاتها من تفسد الفرحة في الشوارع والميادين في مناسباتنا. وهي من تهيئ أرضا خصبة أمام الواسطة، وهي من تبلور اجتماعات الفساد واستغلال النفوذ، والشلة وراء أكبر جرائم المجتمع.. وهي من زرع الإرهاب، فالمنظمات الإرهابية كانت في البداية على هيئة شلة ثم «شلل» ولو بحثنا في ملفات الفساد والجهل لوجدنا أن هنالك «شلة» أو «شلل» شلت كل تطبيقات النظام والقرارات ووأدت تنفيذ عديد من النواحي التنموية سواء كانت للإنسان أو للمكان. ولأننا في مجتمع يؤمن بمفهوم الجماعة فقد طغت الشلة في الحي والحارة وفي العمل وفي الصداقات وفي مجلس القبيلة وحتى في العائلة الواحدة.. وامتدت شرايينها المسممة إلى بيئات مختلفة لتصنع مفهوما رجعيا..عنوانه العشوائية وهدفه الأخطاء والتخريب والترهيب. وما أن نذكر الشلة فإننا لا نتجه نحو بوصلة الأمان أو الإيجاب لأن قطب الشلة السالب عادة ما يكون متجها إلى الطرفين. الشلة في عقول كل فرد منا «أمر خطير مرتقب أو نوايا سيئة مبيتة» فلماذا لا ننقي مجتمعنا من الشلل التي شلت طموحه وأقلقت هدوءه وأمانه. أخيرا: نكره مصطلحات عدة ونتجاهل أنها «أسلوب حياة ونمط تعايش» فنتركها بلا مقاومة.