وزع عدد من شباب الحارات الشعبية في جدة، العديد من الأدوار القيادية على أنفسهم، في ظاهرة باتت تعرف في المنطقة باسم «الشللية المنظمة». وعلى غرار عمودية الحارات، تولى البعض ممن رشحهم زملاؤهم مناصب الصدارة، بينما فضل الآخرون البقاء في المناصب الاعتيادية كأمين الصندوق، وأمين السر. ورفض الشبان محاولة وصفهم بأنهم يعملون ضد التيار المجتمعي، لأن الحارات لها عمد معتمدون في الجهات المختصة، وفق معايير دقيقة، وأكدوا أن شلليتهم المنظمة ليست ضد أحد: «نهتم بأمرنا وفق نظم وقواعد متعارف عليها، ولا ننافس أحدا، بل نعتقد أن تجربتنا تستحق أن تنتشر، لما تحمله من معاني التنظيم، بعيدا عن العشوائية المعروفة في شباب الحارات». وحول الشبان الشللية إلى تنظيم محكم في التجمع والانضباط بالمواعيد وتوزيع المهام، واستلام مبالغ تجهيز الرحلات أو ما يعرف بالطلعات وخلافها: «تتميز شلتنا برئيس يتمتع بمواصفات معينة تميزه عن باقي أعضاء الشلة، حيث تميل العديد من الشلل إلى اختيار رئيسها الذي يتمتع بمبدأ التضحية، حيث إن الكثير من الرؤساء غير قادرين على إسعاد الآخرين، فلا يدوم حالهم، لأنهم يكونون محبين لأنفسهم فقط، إضافة إلى ضرورة امتلاكهم بعض أدوات نجاح أي برنامج تقيمه الشلة مثل «السيارة، المال، الفكرة ، وحب الناس ». لكن اللافت للنظر أن التسميات التي تحملها الشلل، تأخذ المسميات الأجنبية، فيما لا يعرفها الآخرون بالمعنى التعريب، ومن أبرز هذه الشلل المنتشرة مجموعة «friends 4 ever» التي تتكون من عشرة أشخاص، ويرى أعضاؤها أن العدد حاليا جدا كافٍ ولا رغبة في التوسع، لرغبتهم في التجانس التام بين أعضاء الشلة: «كما أن العدد إذا زاد أكثر من الموجود فستقل الاستفادة من الأفكار والبرامج المطروحة». وتتكون الشلة من عدة لجان، منها الترفيهية التي تختص بتنظيم الرحلات والزيارات الدورية، إضافة إلى لجنة تطويرية تهتم بتنظيم الدورات التدريبية التي تساهم في تطوير أفراد الشلة كل حسب اهتمامه، إضافة إلى تبادل الخبرات الدراسية والعملية بين شباب الشلة، أو استضافة أحد الأشخاص المعروفين في بعض المجالات المتخصصة. 100 ريال شهريا ومن أبرز دعائم الشلة اللجنة المالية التي من شأنها جمع المبلغ المالي «القطة» التي تحددها الشلة شهريا ب «100 ريال» في الغالب، ولا يصرف أي شيء من هذا الصندوق إلا لحاجات الأعضاء فقط، فلو احتاج أحد الأعضاء إلى مبلغ مادي لظرف ألم به أعطي من هذا الصندوق ليغطي شيئا من احتياجه، وأما الطلعات الترفيهية فلا يتم فيها الاقتراض من الصندوق إلا لشيء ميسر. ونجحت بعض الشلل في إنشاء صفحة على موقع «فيس بوك» يعرضون فيها جميع أخبار الشلة ورحلاتها مدعومة بالصورة وبعض لقطات الفيديو، كما يوجد إيميل خاص بالمراسلة بين جميع أفراد الشلة، وتقيم الشلة اجتماعا شهريا محددا سلفا بأول أربعاء من كل شهر لمناقشة أفكار الشهر الجاري وتصحيح الأخطاء السالفة مع الحذر من تكرارها. لكن الأغرب أن الشلة حتى الآن لم تصدر أي عقوبة على أي من أعضائها، لكن ذلك الأمر حسبما يشير رئيس شلة friends 4 ever رامي باباسط: «لا يعود لك لقلة الحسم، بل بسبب التزام الجميع، أو الاعتذار المسبق عن حضور أي مناسبة أو اجتماع، إلا أن الشلة وضعت عقوبات صارمة على من يتخلف عن الشلة، أبرزها التخلي عن خدماته وانضمامه للمجموعة واستبداله ببعض الأشخاص الراغبين في الانضمام للشلة. مواصفات معينة وأوضح أن: «بدايتنا في الشلة كانت قبل سنتين من الآن، حيث كنا نلتقي كل يوم خميس على كورنيش جدة، ومن ثم تبلورت فكرة إنشاء مجموعتنا، وقررنا أن تحمل الشلة مواصفات معينة خارجة عن المألوف، فجاء اختيار الاسم، القائم على شعار صداقة للأبد، ومن أبرز البرامج التي أقمناها مشاهدة مباريات كأس العالم 2010 أخيرا، بعيدا عن أذى المقاهي وإزعاجها، ورحلة ترفيهية إلى مدينة الطائف، ورحلات عمرة دورية إلى مكةالمكرمة، كما نحاول أن نتلمس بعض أصدقاء الدراسة الذين افتقدناهم لفترة طويلة نظرا إلى انشغالهم بالعمل أو لمرض لا قدر الله». وبين أن: «عدم وجود محفزات تدفع الشباب لتنظيم شلل قائمة على عمل مؤسسي من أبرز السلبيات التي تعاني منها كثير من الشلل، إضافة إلى الروتين اليومي لبعض الشلل التي تفتقد الأفكار الجميلة، وعدم وجود هدف واضح ومحدد من أكثر الأشياء التي تهدم الشلة» .