من بين آلاف العاملين في الحج يسير ثلاثة أصدقاء باكستانيين، قدموا من الدمام، وتركوا أهلهم، ليسيروا تحت أشعة الشمس في المشاعر ممسكين بخرائط المنطقة ليرشدوا التائهين، ويساعدوا العاجزين في الوصول إلى مخيماتهم وأماكن سكناهم، لوجه الله تعالى. الأصدقاء الثلاثة، حارس ومحمد وإسماعيل، كان هدفهم أسمى من مقاصد نظرائهم ممن يقدمون خدماتهم للحجاج جراء أجر مادي، خاصة وأن الحج يعد فرصة ذهبية للكسب «ليشهدوا منافع لهم»، لكنهم طوعوا رغبتهم وإجادتهم اللغات العربية والإنجليزية والأوردية لخدمة ضيوف الرحمن في شتى أرجاء المشاعر، وقلوبهم تتعلق بالأجر السامي من الله. ويقول حارس: أعمل متطوعا في الحج منذ ثماني سنوات تحت مظلة الندوة العالمية للشباب الإسلامي، حيت أستغل فترة إجازة العيد للقدوم للمشاعر والعمل على مساعدة الحجيج دون مقابل. وأضاف: «أقنعت صديقيّ محمد وإسماعيل بالانضمام إلينا قبل خمس سنوات فوافقا وأصبحنا ثلاثة أصدقاء لا نفترق ضمن مجموعة المتطوعين في كل موسم حج». ويصف حارس دعوة الحجاج لهم بالأجر السامي الذي يبحثون عنه دون النظر لأي أجور دنيوية أخرى . وأكد أن التطوع في الحج ليس له جنسية ولا مهنة محددة، فهو يعمل سائقا لكن لم تمنعه مهنته من تقديم يد العون ومساعدة الحجاج. ويأمل حارس أن يحضر أبناءه ليعملوا معه متطوعين لخدمة حجاج بيت الله الحرام لأنه لا يريد أن يفوتهم «الأجر السامي».