قرر أبو الحسن (73 عاما)، القادم إلى المملكة من محافظة الفيوم في مصر برفقة زوجته بتأشيرة زيارة قبل رمضان المنصرم، أن يحج بيت الله الحرام، بعد أن كان مقيما لدى ابنه العامل في محافظة ثول. وقال أبو الحسن إنه لا يملك المال الذي يُمكِّنه من الحج مع زوجته في الحملات النظامية، حيث قَدِم إلى المملكة لزيارة ابنه الذي حصل على فرصة عمل متواضعة في محافظة ثول، وقطع عهدا على نفسه أن يحج مع زوجته بيت الله الحرام. ويضيف أبو الحسن، الذي كان مفترشا في إحدى الجزر الفاصلة بين طريقين تحت جسر قطار المشاعر، حيث نصب فيها خيمة بلاستيكية لزوجته السبعينية، أنه خرج مع زوجته وابنه من ثول صباح أمس الأول بواسطة سيارة أجرة حتى وصلوا إلى منافذ مكة، حيث طلب منهم قائد السيارة النزول والسير على أقدامهم لتجاوز نقاط الفرز الأمنية. واستطاع أبو الحسن وزوجته الوصول إلى الحرم، وأداء طواف القدوم ثم التوجه إلى منى، ولكونهما لا ينتميان إلى حملة نظامية يقيمان في مخيماتها، فقد اشتريا خيمة بلاستكية آوى أبو الحسن فيها رفيقة عمره التي لم تتمالك دموعها وهي تتحدث إلى «الشرق» عن حجها للبيت، حيث قالت: «منذ زواجنا قبل 55 عاما وحنين الحج يستهوي أفئدتنا، فكل عام نبذل محاولات لقصد الحج، ولكن التكاليف المالية كانت سببا في عدم وصولنا عن طريق حملات نظامية».