كشف استطلاع رأي أجرته بعثة «المدينة» بين الحجاج المفترشين أن ارتفاع أسعار الحملات يقف وراء 80% من حالات الافتراش بالمشاعر واستغربوا الارتفاع الكبير في أسعار حملات الحج بنسب تصل إلى 40% هذا العام بدعوى ارتفاع خدمات النقل والإعاشة مستغربين عدم التزام بعض المؤسسات بتصعيد الحجاج إلى منى لقضاء مع التروية. واقترحوا زيادة مساحة منى واستبدال الخيام بمبانٍ لاستيعاب أعداد أكبر من الحجاج. كما طالبوا بدراسة الارتفاع الكبير في اسعار الحملات حاليا وتيسير حملات مخفضة لذوي الدخل المحدود. ويتوزع الحجاج وكشف استطلاع (المدينة) أن 40% من المفترشين يعملون بمكة ووصلوا لها قبل الموسم بأيام فيما تتوزع النسبة الباقية بين مقيمين ومواطنين من مختلف المناطق. يقول أحمد وياسر طوشة مصريان: إنهما قدما من المنطقة الشرقية على حسابهما الخاص لأداء الحج لعدم قدرتهما على دفع تكاليف الحملات التي تراوحت بين 7-20 ألف ريال!!. اما دانيال تيرم هندي فقال انه فضّل الافتراش مع ابنته هاجر 5 سنوات بجانب إحدى سيارات الهلال الاحمر مشيرا إلى انه عندما تقدم لإحدى الحملات طالبوه ب6 آلاف ريال وهو ما يفوق قدرته المالية نظرًا لراتبه المتواضع. وقال أحمد الهزاني قدم للحج مع أبنيه أسعد، وإبراهيم من جازان: إن رحلة التهريب كلفته 2100 ريال، فيما كانت الحملة ستتقاضى منه قرابة 25 ألف ريال!! وأضاف قبل نقطة التفتيش ب300 م نزلنا من السيارة ومشينا على الأقدام حتى التقينا بسائق السيارة، وأكملنا الرحلة إلى منى. أمّا الحاجة صائمة عيد فتقول: إنها رفضت القدوم عبر الحملة لإصرارها على التوجه مباشرة إلى عرفات، فيما تفضل هي قضاء يوم التروية في منى. أمّا محمد متولي سوداني فقال: إنه قدم للحج مع زوجته وأطفاله مفترشًا في خيمة صغيرة لعدم قدرته على دفع 21 ألف ريال، طالبته بها إحدى مؤسسات حجاج الداخل! وقال شهاد الجمان مغربي إنه قدم من المنطقة الشمالية عبر التهريب بمبلغ 700 ريال للشخص الواحد لأن ارتفاع سعر الحملة لم يمكنه من الالتحاق بها. تسعيرة موحدة للحملات أمّا الحاج عبدالله الريس فيقول: فضلت الافتراش على الالتحاق بالحملات «التجارية» التي تتنافس في رفع الأسعار عامًا بعد آخر حتى لم يعد بإمكان الكثيرين دفع تكاليف ورسوم الحج فيها، ولذلك فقد أتخذت قراري بالانطلاق إلى المشاعر المقدسة فردًا جاعلًا في نيتي الحج بقدر الاستطاعة، وأنا لا زلت أتمتع ببعض قواي الجسمانية، وأستطيع المشي وتحمّل متاعب الحج والنوم على الرصيف، أو فوق سطوح الجبال أفضل لي من الاستدانة لتوفير رسوم الحملات، أو البقاء في انتظار جمع تلك الرسوم، والتي أتوقع أن يتقدم بي العمر دون أن أجمعها. ويرى الحاج فيصل الشمري أن تقليص ظاهرة الافتراش أو القضاء عليها يكمن في تسهيل وتيسير تكاليفه المادية على الراغبين في أداء الفريضة وذلك من خلال اصدار تسعيرة موحدة وملزمة للحملات يراعي فيها اختلاف وتباين قدرات المواطنين المالية وعدم السماح للحملات بالتلاعب والتشهير بمن يخالفها منهم. ويرى ان اسعار تأجير الخيام بمشعر منى على حملات الحجاج الحالية مرتفعة جدًا، وهذا ينعكس سلبًا على أسعار الحملات وزيادتها عامًا بعد عام.. ويرى الحاج سعد السعيد أن الافتراش المتزايد كل عام يؤثر سلبًا على النواحي التنظيمية والخدمية ويؤدي إلى عدم جودتها وتقديمها بالشكل المطلوب كما انه يظهر الحج بمظهر غير مرغوب فيه ولذلك أرى ان تقوم الجهات المعنية بشؤون الحج بدراسة حقيقية وموسعة عن اسباب تزايده كل عام ولعلي أقول هنا إن السبب الاهم هو عدم تمكن الحاج من دفع الرسوم الفلكية التي تطلبها حملات الحج فربّ الأسرة الراغب في أداء الفريضة مع عائلته المكونة من 4 أفراد مثلًا يجب عليه أن يدفع ما يقارب 35 ألف ريال، وهو مبلغ مرتفع جدًّا قياسًا بالزمن الذي سيقضيه الحاج في المشاعر والذي لا يتجاوز 5 أيام فقط. مراجعة أسعار الحملات يقول الحاج رضا ابراهيم مقيم الافتراش ظاهرة غير حضارية، ولكن هناك أسباب تقف وراءه منها رغبة المقيمين بالمملكة أداء مناسك الحج عن ذويهم في ظل معاناة الكثيرين من ضائقة مالية كبيرة، كما لا يستطيع ذوو الدخل المحدود من الحج لارتفاع أسعار الحملات إلى مبالغ مالية كبيرة تتراوح بين 6-12 ألف ريال، وطالب بضرورة تخصيص حملات مخفضة للمقيمين خاصة الذين يعملون بالقطاع الخاص، وأن تتبنى شركاتهم نسبة تكلفة الحملة. من جانبه قال جواد خان أفغاني الجنسية إنه لم يستطع توفير قيمة الحملة حتى تراوحت أسعارها بين 7-8 آلاف ريال وراتبه لا يتجاوز 1200 ريال فكيف يوفر تلك المبلغ؟ ودعا الجهات المسؤولة إلى ضرورة مناقشة الموضوع بصورة شمولية، كما وجه بذلك سمو وزير الداخلية مؤخرًا. وطالب محمد همام مصري مقيم بتوسعة مشعر منى وإزالة بعض الجبال لتوفير أماكن وكذلك لتسهيل الحركة المرورية بمنى. ويتم التأجير فور دخول الحجاج منى بأسعار مخفضة وبدون تصريح ويتساءل مقيم مصري: لماذا لا يتم استبدال الخيام بمباني خرسانية بأدوار متعددة كي تستوعب اعداد كبيرة من الحجاج سنويًّا. ويطالب توفيق عبدالوكيل بتوسعة مشعر منى وزيادة اعداد الخيام وتوفير حملات ميسرة السعر ليوم عرفة فقط واعادتهم واتفق عبدالله خان وجواد علي على مراجعة وضع اسعار الحملات بينما الحاج أحمد عثمان من السودان رأى انه لا يستطيع السيطرة على مشاعره ورغبته في الحج سنويًّا. وأمّا حسين مقبول يمني الجنسية، وأبو محمود باكستاني مشددًا على اهمية والاستعانة بشركة متخصصة تدرس ظاهرة الافتراش وتناقش إمكانية تخصيص مواقع للمفترشين وتقليل نسبتهم. ويرى جواد أحمد بنجلاديش ضرورة لتوسيع مشعر منى وتوفير مظلات تؤجر بأسعار رمزية بعيدًا عن الطرقات والخيام.