تجتمع في المشاعر المقدسة في مكةالمكرمة موسم الحج عناصر جاذبة للمصورين الفوتوجرافين، تدفعهم للتوجه إليها لالتقاط صور تعكس المشاعر الصادقة للحجاج، أو لتوثيق هذه الرحلة الإيمانية. ويرى المصور يونس السليمان أن المشاعر المقدسة في موسم الحج تعد من أهم الأماكن التي يمكن الخروج منها ب »صور جميلة»، مشيراً إلى أن الحج رحلة إيمانية تنعكس فيها المشاعر الصادقة على وجوه الحجاج» والكل يبحث عن المغفرة يؤدي هذه الفريضة راجيا المغفرة»، كما أن اللون الأبيض للإحرام، يدل على الإيمان والطهر. ويقول إن الدموع والخشوع وملامح الابتهال »من أبرز الأمور التي تشدني كمصور»، ومن المستحيل أن تتكرر في مكان آخر، معتبراً مشهد عرفة من المشاهد »المؤثرة جداً». لحظات روحانية مصلح جميل أما المصور مصلح جميل فيقول إن اللحظات الروحانية، التي يعيشها الحاج تمكن المصور من الخروج بمجموعة متميزة من الصور. وهذا ما قام به عند تصويره للحج في أحد المواسم، »دون اقتحام خصوصية الحاج»، حيث كانت تجذبه لحظات التأمل أو عندما يقوم الحاج بقراءة القرآن مثلا خصوصا عندما يكون منعزلا عن العالم الذي حوله. حاجة للتركيز ورغم كثرة المواقف المميزة في موسم الحج، إلا أن التقاط الصور المتميزة ليس بالأمر السهل، أو بتعبير تحتاج إلى متابعة ورصد وتركيز، كما يؤكد جميل، الذي يعتبر أن وجود الحجاج من كل العالم من أكثر المشاهد التي فيها عظمة، وأن المصور يحتاج فيها إلى تركيز، »فلا يمكنه الخروج بصور متميزة بسبب كثرة المواقف التي تمر عليه»، إضافة إلى أن المصور يحتاج »اختيار الموضوع الذي سوف يقوم بتصوير»، فيختار مثلا تصوير الطقوس أو ملامح الوجوه، أو غير ذلك من موضوعات كثيرة. معرفة التفاصيل ويوضح السليمان أنه من المستحيل التفكير بأن كثرة المواقف، التي يشاهدها المصور في الحج، تجعل أمر التصوير سهلا، بحيث يستطيع تصوير أي مشهد، معتبرا أن على المصور معرفة كافة التفاصيل الخاصة بالحج والحجاج، و »من الضروري معرفة أماكن المخيمات واتجاهات الحركة والتنقل للحجاج، فمثلا من يريد تصوير الخطوط الزمنية على ملامح الحجاج أو تجاعيد الزمن يختار خيمات جنوب غرب آسيا»، مشيرا إلى أن جميع الصور التي التقطها كان قد تخيلها مسبقا واستعد لها. لقطات لا تتكرر سوزان اسكندر وتؤيد المصورة سوزان اسكندر، التي تشارك هذا العام للمرة التاسعة في موسم الحج، آراء جميل والسليمان، وتضيف أن التصوير في هذا التجمع صعب جدا، بحيث يحتاج إلى تركيز أكبر من المصور، »لأن اللقطة التي تمر لا يمكن أن تتكرر، ولا يمكن تمثيلها»، على العكس من التصوير في الاستديو، حيث يتم التقاط الصورة أكثر من مرة. رصد وتوثيق وتحرص اسكندر على توثيق مراحل التطور والتوسعة التي تشهدها المشاعر المقدسة في كل سنة، موضحة أنها لاحظت المشاعر مكتسية بالبياض بشكل كامل في هذا الموسم. فيما يحاول السليمان إعداد مشروع ثقافي، »عبارة عن رصد وتوثيق رحلة الحج سوف يظهر على شكل كتاب»، لافتا إلى أن هذا أحد أهدافه من التقاط الصور أثناء مواسم الحج طيلة السنين الماضية. عناصر جاذبة علي الأحمد تتعدد العناصر الجاذبة للمصورين في موسم الحج، غير أن الوجوه هي أكثر ما تتوجه إليها عدسة المصور علي الأحمد، الفائز في مسابقة »السفير» عن محور »السياحة الدينية»، الذي يقول إنه من السهل جدا تصوير أكثر من موضوع في الحج، حيث أن جميع الموضوعات من الممكن مشاهدتها في هذا التجمع الكبير، إلا أن أكثر ما يجذبه هو تصوير وجوه الحجاج القادمين من أنحاء العالم. وعن صورته الفائزة في مسابقة »السفير» يقول الأحمد إنها تحكي تشابه جميع الحجاج باللباس في بداية أيام أداء شعيرة الحج، وفي يوم العيد تظهر ثقافاتهم من خلال الملابس التي يرتدونها. واختار جميل موضوع »على قمم جبال مكة»، حيث فضل التصوير من أعلى الجبال لأخذ لقطات لمواكب الحجاج، من بين موضوعات كثيرة. أما المصورة سوزان اسكندر فتقول إن التصوير من الجو أكثر ما يستهويها، وأنها في كل سنة تختار زاوية جديدة لتصويرها. معرض للحج وعن صور الحج في معارضها، تقول اسكندر إن الصور الخاصة بهذا الموسم في معارضها خارج المملكة العربية السعودية تجذب أكبر عدد من الزوار لمشاهدتها، خصوصا الأجانب، الذين يتساءلون عن موضوع هذه الصور، مشيرة إلى أنها تلقت دعوة لإقامة معرض في الولاياتالمتحدةالأمريكية لإقامة معرض شخصي لعرض صور للحج والمشاعر المقدسة.