لم يأت عيد الأضحى بما مضى كما كان يتوقع المتنبي بل أتى بالتجديد في عطر الحياة وزينة البنين، بعد أن بدأ ابني الغالي “رمزي” يتعافى من المرض الذي داهمه قبل ثلاثة أشهر ليحوله ما بين عشية وضحاها إلى جثة هامدة لا يقوى على الحراك فكان هو والسرير الأبيض في مستشفى عسير المركزي على شراكة وجدانية جامدة تماما. “بين عيدين” غيّر الله من حالٍ إلى حال بعد أن استسلم الابن للمرض واستسلمنا للمقادير وتركنا الأمور تمشي في أعنتها صابرين محتسبين لا حول لنا ولا قوة… “بين عيدين” غمضة عين فقط كنت في عيد الفطر أقف بجوار السرير والأسئلة حائرة بيني وبين الابن الصامت، وفي عيد الأضحى كانت ضحكات الابن تملأ البيت سعادة وتغمر الزوايا والبرواز بأجمل وأحلى الصور. “بين عيدين” جثة هامدة ثم حركة بطيئة ثم مرحلة جديدة لكي يعتادنا عيد الفرح ونبدأ في التفكر فهو أفضل أنواع العبادة.. ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حالٍ إلى حالِ فسبحان من بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون. بدأ الابن يحرك أطرافه ويقف على قدميه ويتنقل بين زوايا غرفته متثاقلا ومبتسما، بهذا التطور والتحسن السريعين، بدأنا الربط بين واقع الحال في عيد الفطر وعيد الأضحى وما بينهما من معاناة وألم وترقب وتوجس ليستقر الحال على أفضل حال فلله الحمد والمنة والشكر والثناء. نسيت أن أعيد عليكم لأن خطواتي تاهت “بين عيدين” مختلفين في الشكل والمضمون ولكن لن أنساكم من الدعاء ونسأل الله أن يحفظ وطننا السعودي من كل مكروه وأن يديم علينا عزّه ورخاءه. ونسأل الله لضيوف الرحمن الحج المبرور والسعي المشكور.