أكتب هذا المقال وأنا أستعد لمغادرة الفندق في طريقي للدخول في زحام شارع الشيخ زايد -شريان دبي النابض- والحقيقة التي يتحدث عنها الإماراتيون، هي أن من تسبب بهذا الزحام هم السياح الخليجيون بسياراتهم، والسعوديون تحديدا يقدمون هنا في دبي استعراضا مثيرا بني على خبرة طويلة في تركيب الاختناقات. تقول الإحصائيات إن دبي تستقبل نحو مليون سعودي خلال إجازة عيد الأضحى، و500 ألف سائح خليجي، ويبدو أنه أمر طبيعي لم يفاجئ أحدا، والمفاجأة في فتح أسواق دبي على مدار الساعة، كقرار يخرج لأول مرة، ولبس العاملين في الأسواق ملابس النوم. لماذا دبي؟، ربما لأن مدن السياحة العربية ضربتها الثورات في مقتل وأصبحت بعيدة عن خارطة السياحة، لكن الأكيد أن دبي مدينة فاتنة بكل المقاييس العالمية، وحين تلحظ العدد الكبير للسياح الأجانب الذين فضلوا دبي عن مدن أوروبية ذات باع طويل في السياحة، ستقترب أكثر من حقيقة هذه المدينة. كل شيء في دبي مثير وسهل وانسيابي، حتى الزحام لايلبث أن ينفك، وإن لم يحدث فكل ما عليك هو الاستمتاع بمشهد البنايات والأبراج على امتداد النظر، وإذا كان السائح يبحث عن الخدمة، فدبي تحضر أولا، وإذا كان يبحث عن السعر فدبي أصبحت منافسة وتقدم كل الخيارات. النظافة والنظام، ميزتان مهمتان في دبي قل أن تجدهما في أي بلد سياحي آخر، فالأماكن نظيفة لدرجة أنك تستحي من رمي أي شيء، والنظام واضح وصارم ولايفرق بين صغير وكبير، ومن يسكن في دبي، حتى لو جاء من أي مكان في العالم فإنه يتحول فجأة إلى «جنتلمان» نظيف ومهندم.