جولة : عناد العتيبي تصوير: عبيد الفريدي وثقت عدسة «الشرق»، أمس، وعلى علو يتجاوز 2500 متر، المشهد النهائي للمشاعر المقدسة، الذي شكَّل لوحة بانورامية حولتها «خيام منى» إلى بياض ساطع مزج بخطوط سكك القطار، التي بدت كالشرايين في الجسد، فيما تركزت منشأة الجمرات في قلب هذه اللوحة خاطفة الأنظار في مشهد مريح للأبدان. وفيما كان قائد رحلتنا على متن طائرة القوات الجوية، العقيد طيار ركن سعيد الزهراني، يحلق بنا في سماء المشاعر، ويتنقل بنا في سماء أطهر البقاع، كان قطارها يسابق الزمن على الأرض، ويطوي المسافات في لمح البصر؛ منظره جميل وهو ينطلق من محطته الأولى في عرفات، قبل أن يستوقفه «المشعر الحرام»، وينطلق منه نحو أعلى قمة في مشعر منى، وهناك محطة التوقف الأخيرة في الدور الخامس على جسر الجمرات. المشهد من الأعلى دائماً يكشف الجمال الآخر، في حقيقة تجسدها المحطات العملاقة التي يخترقها القطار تباعاً، التي صممت على أنموذج الخيام ذاتها التي أصبحت بصمة مسجلة باسم المشاعر المقدسة. وما بين محطة وأخرى، مسافات من الاختلاف، ولكنها متشابهة في السلالم والمصاعد الكهربائية المتعددة. وما بين نهاية مشعر منى، والحرم المكي، من الطائرة، أجزاء من الثواني، لكن بينها على الأرض ارتباط روحي خلقه الزمان والمكان، والإطلالة الأولى للحرم المكي تجذبك نحو الكعبة والحشود البشرية التي تطوف بها في انسيابية تامة، في وقت شكلت فيه المعدات الثقيلة والعملاقة في مشروع التوسعة عالماً آخر من العمل المتواصل لإنجاز المشروع المنتظر، الذي بدأت أولى لوحاته تظهر جلياً، فيما «ساعة مكة» تعانق السماء، وتسعد من ينظر إليها من أسفل، فكيف وأنت في محاذاة عقاربها العملاقة. وقبل أن تعود الطائرة إلى مدرجها في المطار، في عرفات، حلقت بنا فوق مراكز حجز السيارات، التي توزعت على مداخل المشاعر، بهدف الحد من تكدس المركبات في مكان محدد، وزمن محدد، ما يتطلب أن تبقى آلاف من المركبات خارج المشاعر المقدسة. المسارات العديدة تحيط بالجمرات من كل الاتجاهات
لقطة بانورامية للحرم المكي وساعة مكة والأحياء المجاورة له
لقطة تظهر التوسعة الجديدة في محيط الحرم التي سيستفاد منها هذا العام
دورات المياه الجديدة في مشعر مزدلفة وقد تلونت بألوان متعددة
الحرم المكي وقد اكتظ بالحجاج قبل أيام من بدء أداء نسكهم في المشاعر
حجز السيارات بالشرائع وقد تهيأ لاستقبال آلاف السيارات