د.بندر حجار أدى ارتفاع أسعار حملات حجاج الداخل في المدينةالمنورة بنسبة 150% عن الأسعار في موسم العام الماضي، إلى إعاقة كثير من المواطنين عن أداء فريضة الحج، مع ما يشهده موسم العام الجاري من زيادة إقبال الراغبين في أداء الفريضة، صحبته زيادة مضطردة بشكل ملحوظ في ارتفاع أسعار حملات الحج. ورصدت «الشرق» خلال جولة على عدد من مكاتب حملات الحج الداخلية، ارتفاع أسعار الحملات ذات الفئتين (ه، د) من ثلاثة آلاف ريال كانت عليه العام المنصرم، إلى 7500 ريال للفرد الواحد، وأما الحملات ذات الفئتين (أ، ب) فتراوحت أسعارها للفرد الواحد من عشرة آلاف ريال حتى 22 ألف ريال، بعد أن كان سقفها الأعلى في العام المنصرم (11) ألف ريال. وأبدى مواطنون استياءهم وتذمرهم من ضعف الرقابة على أسعار الحملات وارتفاعها بشكل كبير، حيث قالت المواطنة سوزان المر «زرت عدداً من مكاتب حملات الحج بعد عزمي على أداء الفريضة هذا العام، لأجد أن أكثر الحملات قد أغلقت أبوابها منذ شهر رمضان، وبعضها في شهر شوال، وتصل أسعارها إلى 8000 ريال للفئة (د) وترتفع إلى 16000 ريال للفئة (أ)»، مشيرة إلى أن بعض الحملات تقلل في أسعارها مقابل تسكين الحجاج في مخيمات قديمة وغير لائقة، إضافة للخدمات المحدودة التي تقدمها لعدد كبير من الحجاج في خيمة واحدة، التي تكون غالباً بعيدة عن الجمرات، حسب قولها. وطالبت المر بقرارات رسمية من الجهات المعنية للحد من معاناة المواطنين وتقدير حالتهم المعيشية، لافتة إلى أن أسباب الارتفاع تعود لضعف الرقابة على أسعار الحملات، وقالت «الموضوع أصبح عبارة عن تجارة مربحة أكثر من أي شيء آخر». وشاركها الرأي المواطن خالد الزهراني، وأضاف «عند زيارتى إحدى الحملات فوجئت بأن أقل سعر للحاج الواحد من فئة (د) بلغ سبعة آلاف ريال، ما دعاني إلى تأجيل الحج للعام المقبل على أمل انخفاض الأسعار ووضع حد لمعاناة المواطنين». فيما قال المواطن تركي جمال «أسعار حملات الحج مبالغ فيها، وأعتقد أن ذوي الدخل المحدود لا يمكنهم أداء الفريضة، وأحاول منذ سنوات أداء فريضة الحج لكن دخلي المتواضع يمنعني من تحقيق رغبتي في أدائها». بدورها، وجهت «الشرق» تساؤلات لمالك إحدى حملات الحج عن سبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير، حيث أرجع ذلك لتأخير تسليم مواقع مخيمات شركات الحج من قِبل عدة جهات معنية، إضافة إلى ارتفاع أسعار السكن والإقامة في المشاعر، وأسعار النقل بواسطة الحافلات، وارتفاع تكلفة المأكولات والمشروبات، مشيراً إلى أن التحديد الذي فرضته وزارة الحج على مؤسسات حجاج الداخل بوجوب الالتزام بعدد محدد من الحجاج زاد أيضاً من تكلفة الحاج الواحد، وقال «بطبيعة الحال، كلما قل العدد زادت التكلفة». من جهته، أوضح وزير الحج الدكتور بندر حجار، في تصريحات صحافية بشأن ارتفاع أسعار حملات حجاج الداخل، أن وزير الداخلية وجّه رئيس لجنة الحج العليا، صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، إلى تشكيل لجنة من عدة جهات لدراسة موضوع مؤسسات حجاج الداخل من جميع جوانبها، وإعادة النظر في التنظيم المتعلق بها، حيث من المتوقع أن تنتهي من أعمالها في شهر محرم المقبل. وقال الدكتور حجار «مسألة تحديد أسعار الحملات تحتاج إلى دراسات مستفيضة، والوزارة استشعرت مسألة الاختلاف في أسعار الحملات، والارتفاع لا يرتبط بمساحة المخيمات، بل ببعض المميزات التي تختلف من شركة أو مؤسسة لأخرى، وإن معيار المساحة في المخيمات محدود، وسنعلن عن نتائج الدراسة، التي ستكون كفيلة بالمصلحة العامة».