واصلت أسعار حملات الحج في الطائف وضواحيها ارتفاعها غير المبرر من قبل مكاتب ومؤسسات الحج حيث زادت عن أسعار العام الماضي بنسبة 30% مما حمّل المواطنين والمقيمين الراغبين في أداء مناسك الحج مصاريف إضافية قد تثقل كاهل الكثيرين. وأبدى العديد من راغبي الحج هذا العام تذمرهم من أسعار الحملات المبالغ فيها مما يتطلب تدخل الجهات المعنية لوضع تنظيم معين يكفل عدم استغلال هذا الركن من البعض الذين حولوا الأمر إلى تجارة يجنون من ورائها مكاسب سريعة. إغلاق التسجيل يقول احمد رمضان الزهراني: قمت بزيارة عدد من مكاتب حملات الحج لتحقيق رغبتي في أداء فريضة الحج لهذا العام، لكنني فوجئت أن معظم الحملات أغلقت أبوابها منذ وقت مبكر ولم تعد تستقبل أي طلبات أخرى حيث أن لدى كل مكتب طاقة محددة لا يمكن تجاوزها، واستفسرت عن الأسعار فوجدتها تتراوح بين 8000 ريال للفئة (د) وترتفع إلى 11000 ريال للفئة (أ) وتتراوح باقي الفئات بين هذين الرقمين رغم ان خدمات هذه الحملات عادية جدا. واضاف أن الحملات المخفضة تكون بعيدة عن الجمرات وخدماتها أقل بكثير، وتحشر عددا كبيرا من الحجاج في خيمة واحدة بغية تحقيق أفضل المكاسب دون اعتبار لراحة ضيوف الرحمن. ارتفاع الأسعار وأشار علي سعيد المالكي الى أن ذوي الدخل المحدود لم يعد بمقدورهم أداء فريضة الحج، بسبب غلاء الأسعار عاماً بعد آخر حيث يحاول منذ سنوات أداء فريضة الحج لكن دخله المتواضع وارتفاع الأسعار يحولان دون تحقيق رغبته في أداء هذه الشعيرة. ولم يستغرب خالد عواض الزهراني ارتفاع اسعار الحج هذا العام لارتفاع الاسعار الذي طال كل شيء. مواقيت الطائف تستعد لاستقبال الحجاج وقال: اخترت إحدى الحملات وعند زيارتها تفاجئت ان اقل سعر للحاج الواحد من فئة (ج) بلغ 8000 ريال مما دعاه إلى تأجيل تحقيق رغبته إلى الحج المقبل على أمل أن تنخفض الأسعار أو يتوفر لديه المبلغ الكافي لحجه دون متاعب. تجارة رابحة واستغربت فدوى الشمري من ارتفاع أسعار الحملات، مشيرة إلى أن حساباً بسيطاً للخدمات المقدمة لحجاج الداخل يعكس المبالغة الواضحة في أسعارها التي باتت سيفاً مسلطاً على رقاب العباد. وأكدت أن هناك شريحة بسيطة ممن يسر الله لهم أداء الحج من الموسرين، بينما الغالبية العظمى ترزح تحت وطأة الديون التي ما تكاد تنفك حتى يدخل المواطن مرة أخرى في دائرتها، فأصبحت تضيق عليه في معيشته. وترى الشمري أن أسباب الارتفاع يعود في المقام الأول إلى عدم تحديد سقف أعلى لأسعار الحملات، وهو ما يجعل الحملات تزيد أسعارها دون اكتراث لما يحيق بالمواطنين من متاعب جراء ذلك، فالموضوع برمته تجارة رابحة في كل الأحوال. ارتفاع أجور الخدمات من جانبهم، أكد عدد من أصحاب حملات الحج بالمحافظة أن ارتفاع التكلفة يعود إلى تنامي أجور الخدمات من نقل وإعاشة وسكن في المشاعر المقدسة وغيرها من المميزات التي يحصل عليها الحاج دون عناء حيث يتم توفير كل مامن شأنه راحة الحجيج، وتفرغهم لأداء النسك. وأكد أحد العاملين في حملة للحج أن الإقبال على الحملات يفوق السعات المتاحة مما يساعد على رفع الأسعار خاصة أن العرض أقل من الطلب بكثير، وهذا من شأنه بروز ظاهرة الحج بدون تصريح من قبل شريحة لا تجد مفراً من الحج والافتراش في مخالفة صريحة للأنظمة مما يشكلون معه عبئاً على انفسهم والآخرين.