محمد لويفي الجهني صدق أو لا تصدق قصة تكاد تكون من الخيال، صعب حدوثها، ومن زمان غير هذا الزمان، لكنها حدثت في هذا الزمان والمكان والوطن. قصة حقيقة بطولية مثبتة بالأدلة والوقائع والمحاضر الرسمية، إنها قصة بطولةٍ مثالية وواقعية، قام بها معلم من هذا الوطن، معلم مثالي، مواطن صالح، معلم ناجح، معلم صادق، معلم مخلص قام بواجبه على أكمل وجه، محتسبا الأجر من الله عز وجل، إنه الأستاذ الفاضل مقبل محمد المرواني، معلمٌ عمل في التعليم 33 عاما إلا شهرا أو شهرين. أثناء هذه المدة كان أول المعلمين حضورا وآخرهم خروجا، ولم يغِب أبدا طوال هذه المدة أو يستأذن، أو ينسى التحضير، ولم تصدر منه أي مشكلة، كما أنه كان يقوم بواجباته من مراقبة وحصص انتظار ومتابعة ونشاط على أكمل وجه. معلم مبدع في المرحلة الابتدائية قام بدور المعلم والمربي والأب، إذا مرض قاوم المرض ولم يغب، سيرته حسنة، كريمٌ ذو أخلاق عالية، كان ولم يزل القدوة والمعلم المثالي، تقاعد من العمل، وكُرِّم في مدرسته، وأقيم له حفل بسيط بهذه المناسبة، لكونه المعلم المتواضع، والمربي الفاضل المحبوب من الجميع. سمعت بسيرته وبطولته فسألت وقلت لنفسي لعله غاب يوما، بحثت في السجلات، فوجدت اسمه أولاً في كل يوم دراسي، بحثت عنه، وتشرفت بالسلام عليه، وسألته عن ذلك فقال: نعم، عملت ولم أغب يوما أو أتأخر أو أستأذن، وهذا فضل من الله علي، وعندما أصابني مرض في رجلي، وأصبحت أتحرك بصعوبةٍ تقاعدت. نعم إنه الأستاذ مقبل محمد المرواني، عمل معلما في وزارة التربية والتعليم، وتقاعد من مدرسة الخليل بن أحمد الفراهيدي الابتدائية في محافظة أملج، بعد أن خدم 33 عاما في قطاع التعليم، لم يغب فيها يوما، وقام بعمله على أكمل وجه. نعم، إنها الإرادة القوية والإخلاص في القيام بما أوكل إليه بكل إتقان. إن مسيرة وخدمة الأستاذ مقبل، يجب أن تكتب بمدادٍ من ذهب، كما يجب أن يكرم، وتنشر سيرته ليتخذه المعلمون قدوة. هذا، بالإضافة إلى أن سيرته يجب أن تكتب في موسعة جينس للأرقام القياسية. نعم، إنها بطولة معلم، ومربٍّ فاضل، يجب أن تعمم سيرته ليستفيد منها كل معلم وموظف. وأنا أتمنى من وزير التربية والتعليم تكريمه على مستوى الوطن، فهو معلم مثالي يستحق التكريم من الجميع، حتى رجال الأعمال والمثقفين، لكونه عمل بإخلاص كبير، وبذل الغالي والنفيس في سبيل إيصال رسالته. إنه المعلم المثالي مقبل محمد المرواني، تقاعد قبل أيام، ووافق تقاعده احتفالاتنا بيومنا الوطني. فشكرا للأستاذ مقبل، وجزاه الله خيرا على ما قدمه. وهذه دعوة للتعريف ببطولته، وإنجازه، وسيرته الوظيفية، وتكريمه، والدعاء له. فشكرا أستاذنا الفاضل مقبل، وأتمنى لك طول العمر والشفاء والسعادة والصحة. (وقفة) قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفساً وعقولا