تروي الصحافية الأسترالية جيرالدين بروكس حكايات مثيرة عن «الأنوثة الإسلامية» من قلب منطقة نجد في المملكة العربية السعودية، ومناطق أخرى، مثل «الظهران». وتنشر بروكس تفاصيل رحلتها الساخنة التي بحثت فيها عن إجابات مقنعة لأسئلتها الكثيرة، في كتابها الذي صدرت طبعته الجديدة مؤخراً عن دار جداول للنشر والترجمة في بيروت، وحمل عنوان «الأنوثة الإسلامية: العالم المخفي للمرأة المسلمة»، ونقلته إلى اللغة العربية المترجمة براعم سليمان. يتمحور الكتاب حول سؤال طرحته بروكس حول واقع المرأة المسلمة، وحاولت الإجابة عنه من خلال جولات ميدانية في عدد من دول الشرق الأوسط، بعد أن أمضت سنوات وهي تطرق الأبواب الموصدة لهذا الشرق. تنقّلت الصحافية الأسترالية، التي عملت مُراسلة في المشرق العربي لأكثر من صحيفة أوروبية شهيرة، وأخذتنا إلى ما وراء الحُجب، وإلى بيوت النساء في كل زاوية في الشرق الأوسط: المملكة، وإيران، ولبنان، والعراق، والإمارات، والأردن، وقطاع غزة، ومصر، التي فتحت لها النافذة كي تلج إلى هذا العالم وأجوائه، فقدمت لنا كشوفات صريحة وفاتنة ومؤلمة! ولم تكتف بمقابلة خديجة، زوجة الخميني، وابنته زهراء، لمعرفة واقع المرأة المسلمة في إيران، ولا بالجلوس إلي جوار الملك حسين حينما أخذها في جولة بطائرته الهليوكوبتر فوق أجواء عمّان، إنما توغلت في التفاصيل، ودخلت إلى أعماق نجد، وجلست على مقاعد كلية الشريعة في قطاع غزة، محاولةً الإجابة على سؤالها المهم: «لم يقصد الإسلام أبداً أن يضطهد المرأة، فعلام تُضطهد أغلبية نساء المسلمين؟». ويتضمن الكتاب مفارقات كثيرة مرت بها بروكس، حيث لم تستطع أن تحجز غرفة في فندق سعودي في الظهران، حتى وهي تحمل بطاقة صحافية صادرة عن «وزارة الإعلام» في المملكة. والمعروف أن بروكس مولودة في مدينة سيدني الأسترالية عام 1955م، وتعتبر من أشهر الصحافيات والأديبات الأستراليات المعاصرات، وسبق لها أن أصدرت عدداً من الأعمال الروائية، من بينها رواية «مارس» الفائزة بجائزة «بوليترز» العالمية للرواية في العام 2006م، التي تدور أحداثها خلال الحرب الأهلية الأمريكية. غلاف الكتاب