أنغوليم (فرنسا) - أ ف ب - حاز الرسام وكاتب السيناريو الفرنسي جان - كلود دوني جائزة أنغوليم الكبرى التي تعتبر «نوبل القصص المصورة» 2012. وترأس لجنة التحكيم هذه السنة الأميركي آرت سبيغيلمان، مبتكر شخصية «ماوس» التي نال عنها، عام 1992، جائزة «بوليترز» الوحيدة التي منحت إلى قصة مصورة. ولد جان - كلود دوني في باريس عام 1951، ودرس في المعهد العالي لفن الزخرفة في باريس، وهو موسيقي وكاتب سيناريو ورسام. أسس في العاصمة الفرنسية عام 1974 مجموعة «إيماجينون» مع زميليه كارولين ديلار ومارتان فيرون، كما عمل في الإعلانات ووضع رسوماً لكتب، وأنجز غلافات الكثير من الروايات لحساب دور نشر فرنسية كبرى قبل خوض غمار القصص المصورة مع «بيلوت» و«آسويفر». من جهة أخرى، تميز مهرجان أنغوليم هذه السنة بحضور مميز، لا سيما الرسّام والكاتب مانا نيستاني، وهو معارض إيراني منفي منذ خمس سنوات يقيم حالياً في باريس. وقال في مقابلة على هامش المهرجان: «أحتج على النظام وأنا أرسم»، بالإشارة إلى رواية اعتقاله في طهران ونضاله في كتاب «أون ميتامورفوز إيرانيين» (تحوّل إيراني) المتوقع صدوره الشهر المقبل. وهذه الرواية المصورة التي تنشرها «آرتيه إيديسيون» و «سا إيه لا إيديسيون»، تصدر أيضاً في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، ويجرى التفاوض حالياً في شأن توزيعها في الولاياتالمتحدة. يقول نيستاني (39 سنة): «أعشق الرسم منذ الطفولة، معارضة النظام أتت في وقت لاحق». ففي عام 1999، أصبح نيستاني رساماً صحافياً مع صعود الصحف الإصلاحية الإيرانية. وفي العام التالي، نشر أول كتاب له. ويقول: «من خلال كتابي الجديد، أردت أن أعرض تجربتي وأن أتخطى كوابيسي... توقيفي واعتقالي وهروبي من إيران». بدأ «كابوس» نيستاني في عام 2006 عندما ألف حواراً مرسوماً بين طفل إيراني وصرصار، في ملحق للأطفال يصدر مع أسبوعية إيرانية. وقد أطلق على الصرصار اسماً من اللغة الأذرية الخاصة بمجموعة عرقية ذات أصول تركية من شمال إيران. وهذه المجموعة يضطهدها النظام المركزي في البلاد. ففجر الرسم اضطرابات في البلاد، على أساس أن الرسّام ليس من الأذر، فكان «كبش الفداء» الذي استخدمه النظام كما يروي نيستاني. أوقف نيستاني، مع مدير تحرير المجلة، ووضعا في سجن انفرادي واستجوبا، في حين قامت تظاهرات أذرية قمعتها السلطات بعنف، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا. ويخبر: «كل يوم كانوا يقولون لي: أرأيت؟ أنت قتلت هؤلاء المتظاهرين... كان ذلك تعذيباً نفسياً». بعد ثلاثة أشهر من الاعتقال، حصل على إذن مؤقت للخروج: «قررت الهرب من البلاد. انطلقت في رحلة طويلة بدأت في تركيا مروراً بالصين لأصل إلى ماليزيا»، وأخيراً باريس حيث تقدم بطلب للجوء السياسي. ويعد الرسام بأن يتناول كتابه المقبل «انتفاضة 2009»، لا سيما أنه شارك برسومه الساخرة في الاعتراض على نتائج الانتخابات الإيرانية آنذاك.