يدرك القائمون على أمر أي مؤسسة، حجم الخسارة وفداحة ما تتكبده المؤسسة أيا كان توجهها بسبب “إسناد الأمر إلى غير أهله”. ولعلنا لو التفتنا يمنة ويسرة، أو تأملنا فيما حولنا للحظات لوجدنا عددا كبيرا من أمثال هؤلاء يشكلون عبئا على مؤسساتهم فلاهم يحسنون لأنفسهم بحجم الثقة التي منحت لهم، ولا هم يتيحون الفرصة لغيرهم من الأكفاء لممارسة مهام عملهم بإتقان وحسب ما تمليه عليه ضمائرهم اليقظة وإحساسهم المتناهي بالمسؤولية. أعلم أن كثيرا من هؤلاء لن يروق لهم حديثي هذا، فيما البعض سيهزون رؤوسهم موافقين، وأثق بأنه من الصعوبة بمكان أن يعترف “غير المؤهلين” بعدم كفاءتهم لاعتلاء مناصب لا تليق بهم أو لعله لم يحن الوقت بعد لاعتلائها في ظل توفر من هم الأكفأ والأفضل والأكثر خبرة. وأنا على يقين أن أمثال هؤلاء لن يكتفوا بعدم الاعتراف أنهم ارتدوا جلبابا لا يليق بأحجامهم، بل سيواصلون محاربة الناجحين والتآمر ضدهم لاسيما إذا وجدوا من أصحاب الحل والعقد آذانا صاغية تستمع وتصدق كل ما ينقل إليها من كذب وبهتان وإن كان الواقع يناقض ما يسمعون. ولو أنني نقلت لكم بعضا من القصص التي شهدتها عيانا أو نقلت إلي من ثقات أو وردتني عبر البريد الإلكتروني للزم الأمر تعبئة صفحات لا تنتهي أثق بأن حواجبكم ستظل مرتفعة بفعل الدهشة لحين انتهائي من سردها. و لنافست “نزاهة ” في مكافحة الفساد والتشهير بالمفسدين، ولكن ..في التلميح ما يغني عن التصريح واللبيب بالإشارة يفهم. ويبقى في دنيا البشر بقايا خير تسر الناظر ونماذج طيبة تبهج الخاطر، فينسينا وجودُ الأكفاء والمؤهلين عثراتِ غيرهم ونشعر بأن الدنيا مازالت بخير وأنها لو تركت لخربت. ونثق بأن الحق في كل مؤسسة سيعود إلى أهله وإن أسند (إلى غير أهله) لفترة من الزمن. قبل الوداع: سألتني: متى تفضلين العزلة والانطواء؟ فقلت: عندما لا أجد في نفسي القدرة على مخالطة الآخرين والصبر على أذاهم أعتزلهم لأخلو بنفسي وأناجي خالقي فأطمئن وأزداد يقينا وقوة لمواجهة المزيد في مقتبل الأيام. مديرة العلاقات العامة والإعلام بجمعية بناء لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية