في الدراما التركية لا مجال للتراخي والترقيع كما في الدراما المصرية ولا مجال لتجريب الوجوه البليدة كما في الدراما الكويتية ولا مجال لإعادة نفس النجوم كما في الدراما السورية حيث الإبداع بنفس الوجوه يجعل الإبداع مملاً. في «حريم السلطان» تنتقل إلى العصر العثماني غصباً عنك، العصر الذي كثر اللغط عنه ما بين منافح بلا حدود وما بين مشوه بلا حدود وعموماً تبقى فترة تاريخية لها محاسنها ومساوئها كأي فترة أخرى. مسلسل «حريم السلطان» يُفاجئك بأنه لن يستعرض الفتوحات العثمانية ولن يقرب لك المجد العثماني بأهم معالمه ولكنه ينقلك إلى الجانب الخفي من هذا العصر التاريخي ويفكك أسرار «الحرملك» الأسطورية التي تداولتها كل اللغات وهم أصل كلمة «الحريم» وسط غدر نسائي ودسائس رجال ونساء وفتنة ومفتونين وسط حبكة درامية لا تستطيع الفكاك منها. نجوم جدد تشاهدهم في هذه الدراما الشيقة غير لميس ومهند بوجود الفاتنة هيام التي شبكت حبائلها حول السلطان سليمان بهيبته وسط مضايقة شديدة وكيد مريع من السلطان إبراهيم نائب السلطان وزوج أخته، براعة درامية لا تجعلك تشتكي لا من التمطيط ولا الملل. لأول مرة تنجح البرامج العربية في الشو تايم في تقديم مادة مشوقة بعيداً عن خرابيط أصالة وتفاهات الأخوات حمدان حينما يتحول العمل الفني إلى شوربة فعلاً، ولأول مرة تغيب إم بي سي عن قصب السبق في المواد التليفزيونية الممتعة بعد أن حازت دبي على عرض هذا العمل الفني الممتع بعد عرضه في الشو تايم. من أراد أن يتعلم الدراما فليتابع الأعمال التركية.