أثارالغياب الكبير للطلاب والطالبات الذي شهده عديد من مدارس التعليم العام أمس الأول في الطائف قبل بدء إجازة الحج، حفيظة مديري ومديرات المدارس الذين رموا بالمسؤولية على أولياء الأمور، ووصفوهم بغير المتعاونين مع المدارس، مطالبين الوزارة بوضع آلية كفيلة بتفعيل دور ولي الأمر في هذا الجانب. وأكد عدد من التربويين ل «الشرق» أنهم عملوا على تفعيل خطة وإجراءات تعزيز انتظام الطلاب، والحد من غيابهم في الأيام التي تسبق الإجازات الرسمية، التي اعتمدتها الوزارة مؤخراً، إلا أن جهودهم لم تكن فاعلة بسبب عدم وجود حلقة وصل بين المدرسة والمنزل. وقال مدير ثانوية السحن في الطائف خيران الثبيتي إن ولي الأمر يتحمل مسؤولية كبيرة في متابعة أبنائه والحرص على حضورهم إلى مدارسهم. مشيرا إلى أن إدارته تواصلت مع جميع أولياء أمور الطلاب، وأكدت عليهم بضرورة حضور أبنائهم للمدرسة حتى آخر يوم دراسي، ولكن كانت الاستجابة محدودة، بل إن بعض أولياء الأمور يحرض أبناءه على عدم الحضور. وطالب الثبيتي الوزارة بتفعيل دور الإعلام التربوي في توعية الطلاب وأولياء أمورهم بضرورة عدم الغياب من خلال البرامج التليفزيونية الموجهة في مثل هذه الأوقات. ولفت إلى أن تفاوت تطبيق لائحة السلوك والمواظبة بين المدارس، أوقع بعض مديري المدارس في حرج أمام طلابهم ومعلميهم، ففي الوقت الذي تطبق فيه بعض المدارس اللائحة بدقة تامة تتجاهل أخرى ذلك، ويقوم طلابها بالغياب والتوجه للمدارس الأخرى وإزعاج طلابها، وتشجيعهم على الهروب أو الغياب في اليوم التالي. وأضاف طاهر السيالي «مدير مدرسة» أن الغياب في الأسابيع الأخيرة من الدراسة ثقافة ومفهوم خاطئ لدى عديد من أولياء الأمور الذين عليهم إدراك عظم دورهم ومسؤوليتهم في تشجيع أبنائهم على الالتزام بالحضور حسب البرنامج الموضوع. مشيرا إلى أن مدرسته اعتمدت عددا من البرامج التحفيزية لتخفيض نسبة الغياب. أما المعلم محمد الحارثي فقال إن مدرسته خلت أمس من الطلاب، رغم تأكيدات مديرها ومعلميها للطلاب بالانتظام حتى آخر موعد للدراسة، مشيرا إلى أن التهديد بحسم الدرجات لم يعد مجديا، في ظل غياب دور أولياء الأمور الذين يبدي بعضهم رضاهم لمسؤولي المدرسة عن غياب أبنائهم. من جهته، أكد مدير الإعلام التربوي في «تعليم الطائف» عبدالله الزهراني ل «الشرق» أن الإدارة شكلت لجاناً برئاسة المساعدين للشؤون التعليمية، وعضوية مديري مكاتب التربية ومديري الاختبارات والتوجيه والإرشاد لمتابعة تفعيل لائحة السلوك والمواظبة، وما ورد في لائحة تعزيز انتظام الطلاب، بالإضافة إلى لجان مكاتب التربية والمتابعة الميدانية من المشرفين التربويين لحث الطلاب على الانتظام وعدم الغياب.