تغيب الابتسامة عن الطفل محمد المصاب ب”سرطان الدم” الحاد، وتحل مكانها نظرة حزينة لا تفارق محياه، وتفوق عمره بسنوات، ويتلقى العلاج الكيميائي حاليا في”تخصصي” الدمام، حيث إن والده مروان أبو شمالة”فلسطيني”في المملكة منذ أربعين عاما، ويوضح أن حالة محمد الصحية حرجة جدا، فهو محتاج بشكل عاجل لإجراء زراعة نخاع من متبرع متطابق معه، بعد أن أثبتت التحاليل عدم تطابق أي من أفراد عائلته معه. ويقول الأب”شفي ابني من سرطان الكلية اليسرى والتي استؤصلت جراحيا، كما أنه تلقى العلاج الكيميائي و الإشعاعي، وسبق أن أجريت له عمليتان جراحيتان، إحداهما في مستشفى خاص، والأخرى في”تخصصي”الدمام”، ولكنه أصيب ب”سرطان اللوكيميا الليمفاوية الثانوية” والذي يتطلب علاجه زراعة نخاع من متبرع متطابق معه”، حيث أظهرت نتائج فحوص المطابقة التي أجريت لأهله، عدم صلاحيتهم كمتبرعين. وحيث إن الطفل فلسطيني الجنسية، ولديه جنسية أردنية مؤقته، فهو لا يستطيع إجراء العملية في فلسطين بسبب قلة الإمكانات العلاجية، ولا في الأردن على حساب الحكومة كونه لا يعد مواطنا أردنيا، ولا في السعودية لأنه غير سعودي، إلا بأمر ملكي أو تبرع أحد الميسورين، أوبتبني جهة رسمية حملة لجمع تبرعات، كون جمعها غير مسموح به للأفراد، مؤكدا أن تكاليف العملية تبلغ مليون ريال سعودي في الأردن، ومليونين في إيطاليا، و مليونا ونصف المليون في ألمانيا، وثلاثة ملايين و ثمانمئة ألف في أمريكا، بحسب إفادة المستشفيات شفهياً له، منوّها بعجزهم عن الحصول على التكاليف رسميا، حيث يتطلب الأمر حضور الطفل، وإجراء فحوصات إضافية، مبينا وجود متبرعين متطابقين بالنخاع في كل من أمريكا والبرازيل، إلا أن تكاليف الفحوص وحدها تتراوح بين 36 ألف دولار و 80 ألف دولار. وأفاد مدير العلاقات العامة والإعلام في مستشفى الملك فهد التخصصي، إبراهيم الدغيثر أن الطفل محمد يتلقى العلاج في المستشفى منذ عام 2008 م، حيث كان يعاني من سرطان في الكلية اليسرى والتي استؤصلت مع جزء من الطحال و البنكرياس، وحصل على علاج كيميائي و إشعاعي، ثم عاد إليه المرض مرة أخرى على شكل سرطان في الدم، و هوالآن مدرج على قائمة المحتاجين لزراعة نخاع العظم، بعد أن أظهرت الفحوص الطبية التي أجريت لأهله عدم مطابقتهم كمتبرعين.