فاز فيلم “بايسكل” للمخرج العراقي رزكار حسين، بجائزة “ألف” الذهبية لأفضل فيلم شرق أوسطي قصير في الدورة الثانية عشرة لمهرجان بيروت الدولي للسينما التي اختتمت مساء الخميس، فيما حصل فيلم “البستاني” للمخرج الإيراني محسن مخملباف، على جائزة أفضل فيلم وثائقي شرق أوسطي. وكانت للأفلام التي تناولت ثورة 25 يناير في مصر حصتها من الجوائز من خلال الوثائقيين “وداعاً مبارك”، و”عيون الحرية.. شارع الموت”. وكان “بايسكل”، قبل هذه الجائزة في مهرجان بيروت، حصل على جائزتي أفضل فيلم وأفضل سيناريو في مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان الخليج السينمائي 2012. ويتناول الفيلم قصة أولاد يجمعون كل يوم العبوات المعدنية للمشروبات الغازية، من مستوعبات النفايات، بهدف بيعها وكسب بعض المال، ليعتاشوا منه ويحققوا أحلامهم الصغيرة، مثل امتلاك دراجة هوائية، في حين أن صبياً ثرياً يملك دراجة هوائية، لكنه متعجرف. وفاز فيلم “سيدة العنب” للبناني مايك مالاجاليان بجائزة “ألف” الفضية في مسابقة الأفلام الشرق أوسطية القصيرة، وهو “يبرز عملية الانتقال من الطفولة إلى المراهقة، من خلال قصة فتى كان يلعب مع صديقته في حديقة الفندق، ورأى رجلاً وامرأة يدخلان إلى إحدى الغرف، فراح يسترق النظر من ثقب المفتاح في الباب، وشاهد الرجل وهو يضع بعض حبات العنب على بطن المرأة، وعندما يرى الصبي السيدة للمرة الثانية، يصبح مهووساً بها. أما المرتبة الثالثة في فئة الأفلام القصيرة، فذهبت إلى فيلم “ليفت أوفر” للبنانية إلهام أبي راشد. ويتناول الفيلم، ومدته 14 دقيقة، قصة رجل انقلبت عليه الحياة، فعاش حلوها ومرها، وفقراً بعد عزّ، وفقدل ما يملك مادياً ومعنوياً بعد الحرب والتهجير. وحصل فيلم “من بطولة جوليا” للبناني إيلي فهد، على جائزة لجنة التحكيم الخاصة (جائزة “أوربيت”). ويروي الفيلم في 14 دقيقة قصة جوليا، وهي سيدة في السبعين من العمر، حلمت بالنجومية وبالتمثيل، وفي أحد الأيام تلتقي شخصاً يوقظ فيها هذا الحلم القديم، ويمنحها الأمل لتحقيقه، فتنفق ما تملك من مال لتشتري فستانا من اجل المشاركة في الأداء التجريبي (كاستينغ). أما فيلم” البستاني”، الفائز بجائزة أفضل فيلم وثائقي شرق أوسطي، فهو أحدث أعمال المخرج الإيراني محسن مخملباف، وكان عرضه الأول قبل أيام في مهرجان بوسان (كوريا الجنوبية) ثم عرض في مهرجان بيروت، ويتناول مفاهيم جيلين ايرانيين مختلفين ونظرتهما إلى الدين والسلام، من خلال مخملباف ونجله. وقال مخملباف في رسالة مسجلة بالفيديو “أهدي فيلمي إلى كل من يعمل من أجل السلام بين الديانات لوقف الحروب التي تدمر عالمنا”. وحصلت كاتيا جرجورة على جائزة أفضل مخرج في الفئة نفسها عن فيلمها “وداعاً مبارك”، الذي يتناول الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت في نوفمبر 2010 في مصر، وما تلاها من احتجاجات كانت الفتيل الذي أشعل الثورة. وفي رسالة مسجلة بالفيديو، شكرت جرجورة منظمي المهرجان لتصميمهم على الاستمرار في تنظيمه، وفي الحفاظ على نوعيته ومستواه، رغم ظروف لبنان. وأضافت “أهدي فيلمي إلى جميع الذين انتفضوا في 25 يناير لتحقيق التغيير”. أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة في هذه الفئة، فحازها مناصفة فيلم “أمل” للمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، وفيلم “عيون الحرية… شارع الموت” للمخرجين المصريين الشقيقين أحمد صلاح سوني ورمضان صلاح. وكان “أمل” فاز بجائزة المهر الإماراتي في مهرجان دبي السينمائي الثامن، وهو يتناول شخصية الممثلة المسرحية السورية أمل حويجة وقصة تركها بلادها للعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة لمدة كان يفترض “ألا تزيد عن سنة واحدة”، لكنها طالت سنوات. واعتبرت المخرجة نجوم الغانم في كلمة مسجلة عبر الفيديو: “كنت أتمنى أن أكون معكم اليوم، لكن السياسة بقسوتها حالت دون ذلك”. وأهدت الغانم فيلمها “إلى جميع السوريين المغتربين داخل بلادهم وخارجها، والى المنتظرين على الحدود بانتظار الأمل والأمان وشمس الحرية”. أما فيلم “عيون الحرية… شارع الموت” فيتناول ثورة 25 يناير في مصر ويوثق أحداث شارع محمد محمود.. وشكر الشقيقين المهرجان ومنظميه وختم أحدهم رسالته المسجلة بالفيديو قائلاً “الثورة مستمرة”. وضمت لجنة التحكيم الناقد السينمائي والأستاذ الجامعي إميل شاهين، والمنتجة السينمائية اللبنانية ريتا داغر التي عملت مع عدد من المخرجين الأمريكيين والعالميين. أما جائزة تصويت الجمهور، فنالها فيلم “المطاردة” للمخرج الدانماركي توماس فنتربيرغ الذي نافس على السعفة الذهبية في مهرجان كان الخامس والستين، وفاز فيه بطله مادس ميكلسن بجائزة أفضل ممثل عن دور رجل يواجه حالة من الهستيريا الجماعية ضده بسبب كذبة. وشارك في المهرجان 57 فيلماً توزعت على سبع فئات، بينها مسابقتان فحسب بدلا من ثلاث بسبب الحجم الرمزي المختصر للمهرجان هذه السنة. وشهد المهرجان قسمين استعاديين لأفلام المخرج الأميركي الراحل ستانلي كوبريك، ولأفلام المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الفنلندي آكي كوريسماكي. أ ف ب | بيروت