جمع المعرض التشكيلي الجماعي لفناني وفنانات المنطقة الشرقية، الذي ينظمه فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، أكثر من مائة عمل لسبعين مشاركاً من الرواد والمبتدئين. ويضم المعرض، الذي افتتح أمس الأول ويستمر حتى الثلاثاء المقبل، أعمالاً لفنانين عرباً مقيمين في المملكة العربية السعودية، هم: عايش طحيمر، محمد رضا، الأمير محمد عز يونس، أحمد إمام. وقالت مشرفة لجنة الفنون التشكيلية في فرع الجمعية، الفنانة شعاع الدوسري، إن اختيارهم كان مهماً لأنهم يمثلون نسيج المملكة والمنطقة الشرقية تحديداً، مؤكدة أن اختيار الفنانين العرب جاء لإثراء المعرض بأعمالهم، مع الاهتمام بالدور الذي قد تقدمه هذه الأعمال في تطوير مستوى الواعدين. وحوى المعرض، إلى جانب اللوحات التشكيلية، أعمالاً لمشاركين في دورة النحت بالأخشاب التي أقامتها اللجنة مؤخراً، كما يشارك النحات عصام جميل بأربع منحوتات رخامية، وقدم النحات أمير عز يونس مجموعة من منحوتاته الخشبية. وأكدت الدوسري أن الإعلان عن المعرض أشار إلى أنه يشمل النحت والتشكيل، إلا أن المشاركات كانت قليلة، موضحة أن السبب في ذلك يعود إلى قلة عدد النحاتين في المنطقة الشرقية. وقال الفنان التشكيلي عبدالعظيم شلي، إن الملفت في المعرض أنه «يحوي بعض المنحوتات التي أعطته بعداً آخر، وأضافت إليه لمسة جمالية». ويشارك مجموعة من الشباب التشكيلين بعدة أعمال في المعرض. وقالت هدى الزايدي، التي تشارك بلوحة أولى لتشجيع نفسها، وإكمال ما بدأته في هذا المجال، إنه لا بد من تطوير الفن في المملكة، ولا بد من زيادة وعي الناس لأهميته. وقال شلي ل «الشرق»، إن المعرض «يعد رائعاً كنشاط، خاصة أنه يضم وجوهاً مخضرمة، وأخرى حديثة، شابة»، غير أنه أكد شلي أن المعرض، الذي يضم أعمالاً جميلة وقوية، ولوحات بها سمة الحداثة والمعاصرة، وحتى بعض لوحات «الدراسات»، التي كانت فيها قيم جمالية، يضم في المقابل لوحات «تكاد تكون مدرسية»، وبحاجة إلى خبرة ومعالجة فنية، متمنياً أن يتم فرز الأعمال قبل عرضها، واستبعاد الأعمال التي تميل للعمل المدرسي، وأن يراعى في عرض الأعمال ألا تكون مزدحمة وأن يدعم المعرض بذوي الخبرة. وأوضح شلي أن المعرض متنوع من حيث الأنماط والأساليب، وفي الوقت نفسه «متباين تبايناً حاداً، فهناك لوحات ناضجة، ولوحات فيها رؤية فنية وتشكيلية، وأخرى لوحات يطلق عليها لوحات واعدة، أو مبتدئة»، معتبراً ذلك سلبية خارجة عن قدرة المنظمين، مؤكداً أن هناك أسماء لم تأخذ فرصتها الكافية لمعرفة عناصر وأسس الفن التشكيلي. كما انتقد شلي عرض الأعمال بكثافة في مساحة محدودة، موضحا أن ذلك يتسبب في حرمان المشاهد من فسحة العين، ويصنع نوعاً من التشويش وتشتيت الرؤية، مشيراً إلى أن المنظمين «أرادوا أن يضموا أكبر عدد ممكن من باب التشجيع، على حساب أساسيات العرض والمتلقي». وأشار شلي في ختام حديثه، إلى أن إضاءة المعرض التي لم تكن كافية، وأن المعرض كان يحتاج إلى أمسية فنية تشكيلية تتحدث عن جوانبه، لإيضاح كثير من أطروحات ومفاهيم المعرض لتعم الفائدة على المشاركين، مؤكداً أن نقده لا يعني التحطيم أو التقليل من شأن المعرض، «أدرك تماماً أن الشخص الذي عرض لوحة هو إنسان يحب الفن، ولكن عليه أن يختبر أولاً نفسه وأن يصبر ويبذل أكبر طاقة ممكنة في تأسيس لوحة تساير أو تواكب ما وصل إليه الفن السعودي اليوم على أقل تقدير». وقالت رئيسة لجنة التشكيل في فرع الجمعية أن اللجنة تحاول تطوير قاعة العرض بشكل أكبر سواء عبر الإضاءة أو حامل اللوحات.