افتتح مساء الثلاثاء المنصرم معرض فناني وفنانات المنطقة الشرقية للعام 2012 بفرع الثقافة والفنون بالدمام، متضمنا قرابة السبعين لوحة لفنانين وفنانات المنطقة الشرقية، مستضيفاً لوحات لفنانين عرب مقيمين. واحتوى المعرض على مشاركات متنوعة من حيث التقنيات وأعمار المشاركين، حيث حضرت المنحوتات على الخشب والرخام والحجر وأعمال الجرافيك. كما تنوعت خبرة وأعمار المشاركين بين المخضرمين والشباب ذوي المشاركات المحدودة وخريجي دورة النحت التي نظمتها الجمعية. ودعا الفنان التشكيلي عبد العظيم شلي الذي التقينا به على هامش المعرض إلى تفعيل واستغلال صالة المعرض في إقامة معارض متتالية ومعارض شخصية. وبين شلي أن أعمال المعرض متباينة فيها القوي والناضج وفيها المدرسي الواعد الذي يحتاج إلى مزيد من المعالجة الفنية، وختم شلي مشيداً بوجود أعمال جيدة لمخضرمين يحسب لهم أنهم لم يترفعوا عن المشاركة مع الشباب رغم ازدحام المعرض لدرجة لا تسمح بعرض وتلقي اللوحة بشكل جيد، وذكر منهم عصمت المهندس وبدرية الناصر وشعاع الدوسري وهادي الخالدي وعايش طخيمر وأحمد إمام، ومحمد رضا والنحات عصام جميل، لافتاً إلى منحوتته «ذكريات بحار» التي قال: إنها تستحق أن تكون نصبا جماليا، حيث تتميز بالبساطة والعمق وإعطاء دلالة هادفة عن القيمة الرمزية لتراث المنطقة. وتحدّث ل «اليوم» بعض المشاركات عن أعمالهنّ المنحوتة للمرة الأولى بعد تخرجهنّ فيالدورة، فقالت جمانة المؤمن: إنّ قلة من الفنانين تتجه للنحت، لذلك نصحهنّ النحّات عصام جميل بالاستمرار فيه، وقالت: إنها اختارت العمل على مجسم لنوتة موسيقية «لأن الموسيقى حياة»، وقالت زهرة الحبيب : حاولت العمل على تصميم أتميز به، فصممت شكلاً تجريدياً وحاولت إدخال الواقعية عليه من خلال أجزاء من حيوانات متعددة، وقالت لميس البرغوثي: إنها شاركت بنحت يعبر عن الانسيابية ويجمعها بتداخل الخطوط ليجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل. أمّا النحات عصام جميل فتحدّث عن الحضور المتواضع لفن النحت في ثقافة المتلقي، مبيناً أن النحت في المملكة لايزال غير واضح الملامح واللوحات التشكيلية هي المسيطرة رغم الثراء اللافت لبيئة المملكة الغنية بالصخور الرسوبية والمتكونة في طبقات مثيرة للعجب، والصخور المنحوتة طبيعياً بشكل مذهل، والصخور المصقولة إلى درجة تشبه الرخام. أما الفنان أحمد إمام المتخصص في أعمال الجرافيك فتحدّث عن ندرة الفنانين السعوديين المتخصصين في الجرافيك بسبب عدم وجود الأكاديميات المهتمة بهذا الفنّ ولصعوبة هذا المجال، إضافة إلى الحاجة إلى توافر بعض الأجهزة، وبين أن السعوديين الذين يعملون عليه تحصّلوا عليه من خلال الدورات وليس الدراسة الأكاديمية وهي دورات خاصة ونادرة، وتحدث إمام عن المواد والتقنيات التي استخدمها في لوحته قائلاً : إنه استخدم معدن الزنك للحفر بواسطة الأحماض التي تحتاج إلى مجموعة من المعالجات والتقنيات الكيميائية واليدوية تسمى «الطباعة الغائرة « من سطح غائر، وذكر إمام بعض أسماء الفنانين السعوديين العاملين على الجرافيك مثل الفنانين: أحمد وسامي البار من المدينةالمنورة، ومن الشرقية الفنانة زهرة بوعلي التي أخذت دورات في أسبانيا والصين وسجلت حضوراً على المستوى الدولي. الفنانة جليلة الخلف تحدثت عن لوحتها روح الهند والتقنية التي نفذت بها اللوحة، مبينة أن معرض فناني الشرقية هو المعرض الرابع الذي تشارك فيه بهذه اللوحة التي نحتت فيها الأعمدة والزخارف الهندية على الخشب . أما الفنان عزّ يونس الذي قدّم دورة النحت على الخشب فهو فنان يترجم مشاعر المسلمين تجاه من يسيء لعقيدتهم على شكل منحوتات عرض بعضها في المعرض، منها منحوتة «محمد نبي الرحمة» نحت فيها الفنان العبارة في تداخل جميل بين الحروف. الفنانة شعاع الدوسري المشرفة على قسم الفنون التشكيلية بثقافة الدمام قالت عن المعرض : تمنينا ان تكون هناك مشاركات أكثر خاصة من الفنانين المعروفين، لكن اخترنا للمعرض أفضل ما تلقيناه ودعت الجميع للمشاركة والتفاعل مع نشاطات التشكيل بالجمعية.