“القراءة أداة أساسية لحياة جيدة” هذا ما أكده الشاعر الإنجليزي جوزيف أديسون، ذلك أن مفهوم القراءة يحمل بنية دلالية واسعة يتمخض منه فعل الحب والممارسة والإتقان نحو قراءة تكشف عن الهوية الثقافية لدى الذات الإنسانية، وتكشف عن سلطة تلك الذات بتذويب كل التحديات التي تقف أمام هذا الفعل الثقافي، وأهمها قيود الرقابة والتي بدورها قد تغيّب الإبداع، وتقصي القيمة الثقافية لأي مؤلف تبعا لكاتبه أو لعبارة ترصد نزعة إنسانية مغايرة. الدفاع عن حق القراءة في الكتب الممنوعة يتمثل بعدة مواقف ومنها إقامة أسبوع للكتب الممنوعة وحق الدفاع عنها وهذا ما دأبت عليه الولاياتالمتحدةالأمريكية بإقامة احتفالية سنوية في نهاية أيلول سبتمبر من كل عام حيث انطلقت الاحتفالية بنسختها الثلاثين متضمنة فعاليات ثقافية أخرى، ودخلت كتب كانت قد منعت من البيع في المكتبات والمتاجر منذ فترة يأتي في مقدمتها: رواية “الحارس في حقل الشوفان” ل”جي . دي . سالنجر”، ورواية “فهرنهايت 451″ ل”راي برادبري”، ورواية “البحث عن ألاسكا” ل”جون غرين” الفائزة بجائزة أدبية، إضافة إلى كتب تمت ملاحقتها قانونيا مثل كتاب “لقيط من كارولاينا” وكتاب “راعي البقر القذر” لأيمي تيمبرليك. إن ممارسة الرقابة الصارمة على مؤلفات الكتّاب بمثابة الوقوع في مأزق الثقافة وتأزم مفاهيمها وبالتالي ينشأ ما يسمى ب”العمى الثقافي” والذي بدوره يفرض حالة من أمية القراءة لدى شرائح المجتمع من منطلق إثارة القلق لديهم حول الكتاب الممنوع، وحتى يتقدم هذا المجتمع لابد أن نؤسس لمرحلة انتقالية لممارسة فن القراءة والحد من منعها، ذلك أن أول شرط لإبراز ثقافة تنتعش بالحرية هو إزالة أجزاء كثيرة من قوانين الرقابة من تلك العقول الصارمة.