سبحان الله! ما أغرب هذه الدنيا وما أكثر تناقضاتها! شيء عجيب يدعو للدهشة، وأحياناً لضرب الرأس في الجدار، أكثر المسؤولين «السابقين» في بلادنا يتحدثون الآن ويوضحون المشكلات بكل وضوح ويطرحون حلولها، يظهرون كمنتقدين ومنقذين، وعندما تنبش في تاريخ أحد منهم تكتشف أنهم كانوا سبب كثير من المشكلات التي مازال بعضها عالقاً بلا حل، بل لا أبالغ إن قلت إن بعضهم قد اخترع نوعاً من المشكلات لم يخترعه غيره من المسؤولين في العالم، وترك المواطنين يعانون مما تسبب فيه، كنت أستمع لوكيل وزارة سابق أينما ذهب يشنّ حرباً عارمة على وزارته ويلمح ويصرح بوجود خلل لا نهاية له فيها، الغريب أينما ذهب وألقى محاضرة لا يجد أحداً يسأله لماذا عندما كنت وكيلاً لهذه الوزارة لم تعالج هذه المشكلات التي تنتقدها، والتي تمر كل يوم في أوراق تحت توقعيك كوكيل وزارة منفذ، إلى هذه الدرجة وصلنا من لبس الأقنعة والكذب على النفس، الخروج من الوزارة أصبح يجعل كل من يخرج منها يتحول إلى ندّ حاسد منقب عن المثالب والهنات في وزارته، أصبح بعض المسؤولين «السابقين» أضحوكة وهو يحاول أن يظهر كمواطن صالح يدعو وزارته السابقة إلى الطريق الصحيح، وهو أحد الذين عاثوا جهلاً وتعطيلاً عندما كان مسؤولاً قبل أن تلحق به صفة «سابقاً»! والمضحك أكثر أنه يحاول أن يظهر كخبير لا كمسؤول سابق حتى لا تنكشف لعبته ويواجَه من قِبل بعض المواطنين «الملاقيف» أمثالي!