قال الرئيس الفلبيني، بنينو أكينو الثالث، اليوم إن الحكومة والمتمردين المسلمين الانفصاليين توصلا لاتفاق أولي تجاه تسوية الصراع والذي أودى بحياة ما يربو على 100 ألف شخص في جنوب الفلبين. وأضاف أكينو أن الاتفاقية تسعى لحل المشكلات التي ابتُلِيَت بها جزيرة مينداناو لثلاثة عقود، وبينها استبدال كيان سياسي جديد بمنطقة حكم ذاتي للمسلمين. وقال الرئيس الفلبيني “يمهد هذا الاتفاق الاطاري الطريق أمام سلام نهائي ودائم في مينداناو، ويعيد كل الجماعات الانفصالية السابقة إلى الحظيرة، لن تطمح جبهة مورو الإسلامية للتحرير لدولة منفصلة بعد الآن”. وأضاف “يعني هذا أن الأيدي التي حملت البنادق في الماضي ستلقيها من أجل حرث الأرض وبيع المحصول وإدارة محطات العمل وإتاحة الفرصة لمواطنين آخرين”. وبحسب ماذكره المستشار الرئاسي جينج ديليس، يوقع المفاوضون الاتفاقية الأسبوع المقبل بعد نشرها أمام الرأي العام. وقال أكينو إن الكيان السياسي الجديد المسمى “بانجسامورو” (الدولة الإسلامية) ستتم الموافقة عليه في الكونجرس والمصادقة في استفتاء شعبي. وأضاف أن هذا الكيان سيلتزم بالدستور لضمان أن البلاد “ستظل دولة واحدة وشعب واحد”. وأوضح “ستواصل الحكومة الوطنية ممارسة الاختصاصات الحصرية بشأن الدفاع والأمن والسياسة الخارجية والسياسة النقدية والعملة والجنسية والتجنس”. وأضاف “سيحصل المواطنون الفلبينيون في بانجسامورو على حصة عادلة ومنصفة من الضرائب والعائدات وثمار الإرث الوطني”. وسيحل الكيان السياسي الجديد محل منطقة الحكم الذاتي في مينداناو المسلمة والتي تشمل خمس مناطق تقطنها أغلبية مسلمة. وقال ديليس إن الكيان الجديد سيشمل مناطق أخرى وفقا لنتائج الاستفتاء العام. وأوضح أكينو أن “منطقة الحكم الذاتي في مينداناو المسلمة تجربة فاشلة، يستمر الشعور بالغربة لدى كثير من الناس في ظل هذا النظام، وسيواصل هؤلاء الذين يشعرون بعدم وجود مخرج، التعبير عن حزنهم عبر فوهة البندقية”. وتقاتل جبهة مورو الإسلامية للتحرير من أجل إقامة دولة إسلامية مستقلة في مينداناو منذ عام 1978، وقد دخلت في محادثات سلام مع مانيلا في عام 1997 وقبلت بالحكم الذاتي في جولة لم يكتب لها النجاح من المفاوضات في عام 2008. د ب أ | مانيلا