لم يعبأ منتانج ساجبا بحرارة الشمس الحارقة أو البرد الشديد أو الليالي الممطرة وهو يبحث على مدى ثلاثة ايام مع زملائه المسلمين مستقبل وطنهم في جنوب الفلبين. وبينما اختتمت أكبر جماعة متمردين اسلامية في البلد الذي يغلب الكاثوليك على سكانه اجتماع قمة نادرا للتعرف على مشاعر المسلمين بشأن التقدم في محادثات السلام توجه ساجبا الى محل اقامته مع اسرته وهو يحمل آمالا بانهاء صراع مستمر منذ ثلاثة عقود. وقال وهو يحمل حقيبتين ثقيلتين في طريق موحل حيث بدأ عدد يقدر بنحو 500 الف عضو ومؤيد لجبهة (مورو) الاسلامية للتحرير مغادرة قاعدة رئيسية للثوار «يمكننا ان نشعر وان نشم وان نتذوق الحرية.» واضاف «اردنا امة اسلامية مستقلة لكن يمكن ان نستقر على وطن ينعم بالحكم الذاتي اذا كان هذا سيوقف القتال. انني لا اريد ان ينتهي المطاف بأولادي واولاد اولادي مثلي. انني اريد ان يذهبوا الى المدارس.» ويطلق المسلمون في جزيرة مينداناو الجنوبية على انفسهم اسم بانجسامورو. والتفاؤل بشأن تحقيق سلام دائم ينتشر كالعدوى ويشترك فيه مسؤولو الحكومة والمحللون الذين يراقبون اجتماع جبهة (مورو) الاسلامية للتحرير. وقال سيلفستر افابلي جونيور كبير مفاوضي الحكومة في محادثات السلام «يمكن ان تشعر بالاخلاص في التقدم.» وأشاد الجانبان بأحدث جولة من المحادثات ووصفوها بأنها انفراج نحو انهاء تمرد انفصالي قتل فيه 120 الف شخص تسبب في تأخر مينداناو وأضر بثقة المستثمرين بصفة عامة في الفلبين. وحذر سيد عبود لينجا رئيس معهد دراسات بانجسامورو ومقره مينداناو من الاحتفالات المبكرة لان الحكومة والمتمردين لم يتوصلوا بعد الى اتفاقية رسمية. لكنه قال ان الاجتماع يعد انتصارا شخصيا لابراهيم مراد الذي اصبح زعيما لجبهة (مورو) الاسلامية للتحرير في عام 2003 بعد موت مؤسسها سلامات هاشم وهو عالم اسلامي جليل. وقال لينجا «كان له (للاجتماع) أهمية سياسية بالنسبة لمراد.» واضاف «خلال تلك الفترة القصيرة تمكن من تعزيز التأييد الذي يتمتع به ومساعدة جبهة (مورو) الاسلامية للتحرير في كسب شرعية لتمثيل شعب بانجسامورو (مسلمي جزيرة مينداناو) في مفاوضات السلام مع الحكومة.»