في 3 سبتمبر 2012 م مات ثلاثة أشخاص رجلان وامرأة بأعمار تراوحت بين 54 و69 و92 عاما. كل ترك بصمته بطريقته الخاصة. مات مؤسس الكنيسة المتحدة (هكذا يأتي تقرير تسجيل مجلة در شبيجل الألمانية في نهاية كل عدد تحت عنوان (ماتوا Gestorben) أحاول قراءته والاتعاظ به من عالم الأموات. في الواقع وفي 3 سبتمبر لم يكن الأموات ثلاثة بل دلف إلى الأبدية الخرساء ربع مليون من الأنام. الجنس البشري يقفز باتجاه سبع مليارات من بني آدم. يموت مع دورة الليل والنهار كل 24 ساعة حوالي 240000 فينزلون ضيوفا على الأبدية وتلتهم المقابر أجسادهم ويأكل الدود لحمهم بمتعة، ويتناوب على تفتيتهم لايقل عن خمسمائة نوع من الحشرات. ومع كل شروق شمس يصيح 370000 ألفا من الرضع في الحضَّانات وبذلك يزداد الجنس البشري مع كل دورة 24 ساعة 130000 بمعدل ثلاثة من بني آدم كل ثانيتين. الذي هزني موته وفاجأني هو الأول العملاق ميشيل كلارك دنكن (Michael Clarke Duncan) أتذكره جيدا من فيلم الميل الأخضر (تم تمثيله عام 1999 The Green Mile) وهو فيلم ينصح برؤيته من غثاء أفلام هوليوود الكثيرة. حيث يُتهم (زنجي) بقتل طفلتين بيضاوتين والأمر كان بالعكس. حُكم العملاق بالإعدام (طوله 196 سم ووزنه 140 كيلوغرام!). يبدو أنه كان يملك قوة روحية خارقة قام بتطبيقها مراقب السجن (الممثل توم هانكس) على زوجة مدير السجن فحررها من عقال الشلل. صديقه فأر صغير في السجن. تم إعدامه بالكرسي الكهربائي ببشاعة مقصودة وهي تعطي فكرة عن طرق الإعدام التي مازالت تعمل في أمريكا. المفاجأة كانت لي موته المبكر. وصفته هوليوود أنه كان من قوى الطبيعة العاتية ولكن احتشاء القلب صرعه فخر إلى الجنب مع كل عضلاته. أذكر الحلاق الحلبي في القامشلي حين كان يتأمل عضلاتي الرياضية كان يضحك ويقول ستكون متعة الدود في تذوق لحمك الوافر أفضل وأطول! الثاني سان مييونج مون (San Myung Mun) كان شيطانا عجيبا من كوريا الجنوبية استطاع تأسيس كنيسة أعطاها اسم الكنيسة المتحدة امتدت أذرعتها المالية عبر إمبراطورية واسعة. بنى العلاقات السياسية مع أشخاص من وزن بوش الأب وجورباتشوف وكيم سونج الثاني جبار جمهورية الرعب في كوريا الشمالية. امتلك أسطول صيد سمك ومصنع إنتاج سيارات ومظاهر تزويج جماعية للآلاف من الأتباع المخدرين وهم يغنون طربين بالجنس والنجاسة وما أكثر المغفلين في العالم. مات شبعان الأيام عن 92 عاما بعد أن عمر القرن وانتحر ابنه فرمى نفسه من شاهق. ويقود امبراطورية المال والأعمال الآن زوجته الشابة. قال الرجل قبل موته لسوف أتولى قيادة الكنيسة وأنا في قبري من العالم الآخر. إنه كلام جدير بالتأمل فحافظ الأسد مازال يقود سوريا من قبره في القرداحة فيقتل الناس بالسواطير وبراميل القنابل في اعزاز وكفر تخاريم.