حافظ المرشح الجمهوري ميت رومني على حظوظه في العودة بقوة إلى سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعدما لَزِمَ موقفا هجوميا في المناظرة الرئاسية مساء أمس في مواجهة الرئيس باراك أوباما الذي أوحى بأنه يتفادى المواجهة، لكن يترتب عليه تأكيد أدائه فيما بعد للفوز في السادس من نوفمبر. وأظهر استطلاع أجرته شبكة “سي إن إن” ونُشِرَت نتائجه بعد ساعة من المناظرة أن حاكم ماساتشوستس السابق خرج منتصرا من المناظرة في نظر 67% ممن شاركوا في الاستطلاع، فيما اعتبر 25% منهم أن الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته هو الذي كان الأقوى في المواجهة التي جرت في دنفر في ولاية كولورادو (غرب)، كما أعطى تحقيق أجرته شبكة “سي بي إس” التفوق لرومني. وقال تيري مادونا من معهد فرانكلين آند مارشال الذي يتابع المناظرات التليفزيونية الرئاسية منذ عام 1960 “لا أعتقد أن هناك أدنى شك بأن رومني تفوق”، موضحاً أنه “كان أكثر حيوية بدون أن يكون استفزازيا أو عدائيا”. في المقابل، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون، كلايد ويلكوكس، إن أوباما الذي اختلى يومين للاستعداد للمناظرة بدا “مستاءً بعض الشيء ولم يظهر على أتم الاستعداد، لم يهاجم رومني بشكل قوي”. وعلى سبيل المثال، يشير ويلكوكس إلى أن أوباما لم يذكر شريط الفيديو الشهير الذي تم تسريبه وأثار فضيحة؛ إذ ظهر فيه رومني ينتقد 47% من الأمريكيين باعتبارهم “يعتقدون أنهم ضحايا” ويقول إن “هؤلاء ال 47% لا يهمونني”، بعدما ركز الديمقراطيون الكثير من إعلاناتهم حول هذه المسألة. وأتى رومني إلى المناظرة من موقع ضعيف إذ يسجل تراجعا مقلقا مقارنة مع أوباما في بعض الولايات التي ستحسم نتيجة الانتخابات بعد خمسة أسابيع، ولفت أستاذ العلوم السياسية كريم كرايتون من جامعة كارولاينا الشمالية إلى أنه لم يتمكن خلال المناظرة من تسديد ضربة قاضية لأوباما تزعزع تفوقه، وقال “لم تكن هذه محطة ستغير طبيعة السباق، لكنها شكلت أداءً متيناً جداً من جانب رومني”. ولفت في المقابل إلى أن أوباما لم يقدم أداءً رديئاً، مضيفاً “لا أعتقد أن أياً من الطرفين سيستخدم مقاطع من المناظرة في إعلانات سلبية”. كذلك رأى ويلكوكس أن المناظرة وحدها لن تسمح للجمهوري بالتغلب على الرئيس، وقال “مازال أمام رومني طريق شاق يترتب عليه اجتيازه”. وتابع “قد نراه ربما بعد يومين أو ثلاثة يتخطى أوباما في فرجينيا وفلوريدا الولايتين اللتين تحسمان الفوز بالرئاسة”، لكنه ذكر أن الخارطة الانتخابية صعبة بالنسبة له، وهو متخلف بتسع أو عشر نقاط في أوهايو كما في ويسكونسن. وشاطره كرايتون الرأي معتبرا أن المناظرة “تسمح له على الأقل بأن يأمل في الفوز حيث يجب عليه أن يفوز”. من جانبه، حذر الخبير في معهد بروكينجز في واشنطن، توماس مان، من ظاهرة معروفة وهي محاولة كل من الفريقين بعد المناظرة تفسير جانب معين من النقاش لصالحه. وقال إن هذه الظاهرة “لها نتائج أكبر من نتائج المناظرة نفسها، ولو أنها لم تبدل بالمرة وجهة الانتخابات السابقة”، مقرّا بأن “الصحفيين واليسار كانوا يريدون رؤية دماء تسيل، وأوباما لم ينزف رومني”. لكنه قال من جانب آخر إن “خبراء التدقيق في المعلومات سيسترسلون في العمل على كلام رومني، إذ كذب بشكل وقح في العديد من المناسبات”. وعلى غرار ويلكوكس أبدى توماس مان استغرابه لكون أوباما “لم يهاجم خصمه في مسألة ال 47%”، وتوقع هو أيضا “ارتفاعا طفيفا لكنه مؤقت” لرومني في استطلاعات الرأي لكنه حذر من أن أوباما في الوضع الراهن “يبقى الفائز” المتوقع في انتخابات السادس من نوفمبر. أ ف ب | واشنطن