بعض المسؤولين في بلادي يفهم مهمته بشكل يدعو للقلق، المسؤول عندما يصل إلى المنصب عليه أن يتواضع أكثر؛ لأنه أصبح في وضع حساس تكون أي كلمة يقولها محسوبة عليه ويتم تدقيقها من قبل المواطنين، يجب أن نفهم أن الوضع اختلف تماماً، ثورة المواقع التواصلية الاجتماعية جعلت المواطنين على درجة عالية جداً من المعرفة والإدراك التي يجب أن يراجع المسؤول معها طريقته السابقة في اعتبار المواطن هو الحلقة الأضعف في العلاقة، أصبح المواطن يتسيد الأولويات حتى في دول العالم العربي إلا عند بعض مسؤولي الوزارات، قبل أعوام خرج مسؤول ليرد على المواطنين الذين يشتكون له غلاء أسعار الأرز ليوجههم بعدم استخدام الأرز في وجباتهم واختيار بدائل، والآن يخرج علينا وكيل وزارة الكهرباء ويوجه المواطنين إلى استخدام مولد كهرباء لمن أراد أن لاينقطع عنه التيار، شعرت بلذعة كهربائية وكأنني لامست سلكاً كهربائياً مكشوفاً، مسكت رأسي مذهولاً من عدم انقراض مثل هذا التفكير، إلقاء الكرة في مرمى المواطن أسطوانة قديمة اختفت وظننا أنها تلاشت إلا أن وكيل الكهرباء أحبطنا في تصريحه آنف الذكر، بدل أن يسمع المواطن الذي يعاني الأمرين من مولدات الكهرباء كلاماً يهون عليه مصيبته يسمع ما يرفع ضغطه ويشعره بأنه لا مجال لحل مشكلة لا ذنب له فيها، وكيل الكهرباء يستشهد بدول مثل اليابان وكندا وأمريكا وإسبانيا وبأن معاناتنا تشبه معاناتهم، يالله!.