أزمة غير مسبوقة تشهدها العملة الإيرانية بانهياراتها المتتالية أمام العملات الأجنبية، وبلغ الريال الإيراني أدنى مستوياته قياساً بعملات جميع دول المنطقة. وقبل أيام فقط وعد «نجاد» الشعب الإيراني ب«العمل على استقرار العملة» وأكد أن «الحديث عن 3000 ريال إيراني للدولار الأمريكي الواحد يُعد حرباً نفسية». والاثنين الماضي بلغ سعر الدولار الواحد 3500 ريال، وأطلق العديد على هذا اليوم «الاثنين السوداء» في إيران. ويوجّه بعض البرلمانيين أصابع الاتهام ل«نجاد» ويحمّله المسؤوليّة الكاملة لانهيار العملة. ويرى «إلياس ناداران» عضو اللجنة الاقتصادية للبرلمان أن «اضطراب سوق الصرف في إيران لاينجم عن عجز الدولة بقدر ما يعبّر عن سوء الإدارة وتعمّد نجاد خلق هذا الاضطراب». ويرى مسؤولون إيرانيون أن «الانهيار المتواصل للعملة سيقود البلاد إلى الهاوية»، ويتوقع الخبراء أن «التضخم المالي غير المسبوق والأزمة الاقتصادية الحادة ستقود إيران إلى فاجعة كبرى بعد ثلاثة إلى ستة أشهر».. ويرون أن «الحل الوحيد يكمن في خضوع إيران وتراجعها عن مواقفها المتزمّتة حيال الملف النووي وسياساتها الإرهابية الداخليّة والخارجيّة وبالتالي تجرّع كأس السم». واتسعت رقعة الفقر المدقع في إيران مؤخراً، والتحق الكثير من العمال بقائمة العاطلين، وأغلقت العديد من أكبر المعامل، وتقترب عجلة الاقتصاد من الشلل التام. وينهمك قادة إيران في النهب والاختلاس والاستيلاء، وتطال حبال المشانق الكثير من النشطاء والمعارضين والمقاومين من أبناء الشعوب غير الفارسيّة الرازحة تحت الاحتلال الإيراني، ولاتزال الكثير من الأعناق بانتظار رفعها على تلك الحبال بعد إصدار أحكام الإعدام الباطلة ضدّها. وإذا كان انهيار الاتحاد السوفيتي قد بدأ مع انهيار العُملة، فإن الانهيار المتواصل للعملة الإيرانية سيقود الدولة إلى التآكل ومن ثم الانهيار المحتّم.