استضافت جامعة طوكيو في قاعة إينيوس ورشة عمل مشتركة مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حول النطاقات الواسعة لتوليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية شاركت فيها الملحقية الثقافية السعودية في اليابان وشركات يابانية كبرى وممثلون من القطاع الأكاديمي والحكومي الياباني. وفي بداية الورشة التي عقدت أمس الأول ألقى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان الدكتور عبدالعزيز تركستاني كلمة أكد فيها تميز العلاقات السعودية اليابانية حيث تعد المملكة أكبر مزود لليابان باحتياجاتها النفطية مؤكدا أهمية تطوير هذه العلاقات مستقبلا في شتى المجالات. ثم ألقى الملحق الثقافي السعودي في اليابان الدكتور مهندس عصام أمان الله بخاري، محاضرة بعنوان “علاقات التعاون بين المملكة العربية السعودية واليابان في التعليم والتكنولوجيا” قدم في بدايتها تعريفا بالأهمية الاستراتيجية للمملكة وموقعها العالمي للعوامل الدينية، والسياسية والاقتصادية والتغيرات التي تحتم النهوض بالعلاقات السعودية اليابانية من مجرد تبادل تجاري للنفط والمنتجات الصناعية إلى شراكة تخدم المصالح المشتركة للطرفين، كما تم عرض آخر التطورات التنموية في قطاعي التعليم العالي والتكنولوجيا في المملكة من حيث التوسع في أعداد الجامعات ومراكز التميز البحثي وأعداد المبتعثين والتقدم النوعي والكمي للجامعات السعودية في التصنيفات العالمية وتطور مستويات الإنفاق على البحث والتطوير والتي ارتفعت من 0.05 % من النتاج القومي الإجمالي عام 2007م إلى 0.25% هذا العام والخطط الوطنية الطموحة لرفعها إلى 2% عام 2024م. كما جرى التأكيد على آليات التعاون من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ودور المبتعثين السعوديين في توطين التقنيات اليابانية عبر استقطابهم في الاستثمارات الصناعية لليابان في المملكة والتعاون الصناعي الأكاديمي بين البلدين كشركة يوكوجاوا دينكي في وادي الظهران للتقنية مع جامعة الملك فهد وشركة هيتاتشي مع جامعة الملك عبدالعزيز في تحلية المياه والتعاون بين الجامعات السعودية واليابانية والمشاريع البحثية القائمة التي شملت مجالات هندسة الطيران، الهندسة الجينية النباتية، الطب، الهندسة النووية، الطاقة المتجددة وهندسة السيارات وغيرها. من ناحيته أكد نائب مدير جامعة طوكيو للابحاث والعلاقات الصناعية الدكتور ماتسوموتو يوئيتشيرو سعي الجامعة إلى تعزيزالبرامج البحثية المشتركة مع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة بعد توقيع مذكرة تعاون في فبراير الماضي، ومع الجامعات السعودية من خلال كرسي أبحاث مبادرات الطاقة الشمسية بجامعة طوكيو والتحالف الصناعي الياباني في مجال الطاقة الشمسية. وتحدث الدكتور هيروشي موريموتو رئيس المجموعة البحثية للأنظمة الشمسية في شركة شارب، حول مشاريع الشركة لتوليد الطاقة الكهربائية في المناطق الصحراوية عبر النطاقات فائقة السعة للخلايا الشمسية، فيما تناول المهندس تورو شيروتا المدير العام في قسم التطوير التجاري والتسويق العالمي بشركة جي جي سي تحديات تطوير المشاريع الخاصة بتوليد الكهربائية عبر الخلايا الشمسية وتجربة الشركة للخلايا الشمسة في منطقة حرض بالمملكة وكيفية مقاومة تأثير الغبار على كفاءة الخلايا الشمسية، كما عرض الدكتور سيد سعيد عضو هيئة التدرس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن واقع الأبحاث القائمة والشراكات العالمية في أبحاث مركز التميز البحثي للطاقة المتجددة في الجامعة، بعدها ناقش المهندس شينئيتشي كيهارا المشرف على الوحدة الدولية لترشيد الطاقة والطاقة المتجددة بوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية التوجهات العالمية نحو الطاقة المتجددة والسياسات اليابانيةالجديدة في هذا الصدد بعد أحداث فوكوشيما والسعي لوقف الاعتماد على الطاقة النووية. وقدم كل من الدكتور جنتو موجي والدكتور ناكانو يوشيآكي عرضا للنواحي التقنية لتحويل الطاقة الضوئية والحرارية إلى طاقة كهربائية والتحديات التقنية لنقل وتخزين الطاقة الشمسية وصعوبة تطبيق ذلك على مدى دولي لمحدودية الموارد الطبيعية المستخدمة في الموصلات الفائقة ورغبة الجامعة في الوصول إلى مستوى نسبة تحويل تبلغ 50% في إطار برامج بحثية مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. وحضر ورشة العمل وشارك في مداخلاتها عدد كبير من المختصين من القطاعات الصناعية والأكاديمية والحكومية كما حظيت بحضور واهتمام من سفارات أجنبية، وكذا حضرها المهندس عبدالرحمن القحطاني من مدينة الملك عبدالله للطاقة النووية والطاقة المتجددة، والدكتور سعد الخطيب من شركة أرامكو آسيا اليابان. وكانت جامعة طوكيو قد أقامت ورشة العمل المشتركة الأولى مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في مجال الطاقة الشمسية مطلع مايو الماضي بالتنسيق مع الملحقية الثقافية في طوكيو. وتعد المملكة ممثلة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة هي الدولة الوحيدة التي استطاعت تنظيم مثل هذه الفعاليات مع جامعة طوكيو والشركات الراعية لأبحاثها من القطاع الصناعي الياباني في مجال الطاقة الشمسية. وفي ختام ورشة العمل عبر الملحق الثقافي السعودي في اليابان عن خالص شكره لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد محمد العنقري ومعالي نائبه الدكتور أحمد السيف وسفير خادم الحرمين الشريفين في اليابان الدكتور عبدالعزيز تركستاني على دعمهم المستمر لكل ما يخدم تعزيز التعاون بين الجامعات السعودية واليابان. جانب من الورشة المشتركة بجامعة طوكيو إبراهيم العقيلي | الرياض