"السعودية"ايمن ال ماجد"مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية" أجمع عدد من الخبراء والمختصين في شؤون الطاقة المتجددة على أهمية نقل وتوطين تقنيات الطاقة المتجددة وخصوصا الطاقة الشمسية في هذه المرحلة، بما يخدم خطط المملكة التنموية عن طريق تنفيذ برامج وطنية للبحث والتطوير ، والتوسع في استغلال تطبيقاتها المتعددة . واعتبر المختصون الذين جمعتهم ورشة عمل في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية يوم أمس أن فرصة المملكة كبيرة ومجدية للاستمرار في استغلال الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وغيرها والاستفادة من تطبيقاتها ، خاصة مع توفر عدد من الميزات النسبية من أهمها مستويات سطوع شمسي هائلة تعد الأعلى في العالم ، فضلاً عن توفر المساحات الشاسعة . وكان معالي رئيس المدينة الدكتور محمد بن إبراهيم السويل قد أكد خلال افتتاحه أعمال الورشة بحضور سعادة وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء الدكتور صالح بن حسين العواجي على أهمية هذا التوجه دعماً للتوسع في استغلال الطاقة المتجددة في المملكة، وسعياً إلى أن تتمكن المملكة قريباً من إمداد العالم بالكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية كما هي تمده الآن بالبترول . وقال معالي الدكتور محمد السويل: إن المدينة نفذت العديد من الدراسات التي تعنى بجدوى استغلال الطاقة الشمسية في تسخين المياه، وتأمين الكهرباء لنظم الاتصالات، وحماية أنابيب النفط من التآكل، وتشغيل الإشارات المرورية والتحذيرية والإضاءة في المناطق النائية . وأضاف السويل إن هذه المشاريع البحثية والتطويرية مهمة في حد ذاتها للإسهام في المعرفة الإنسانية، وهي في نفس الوقت تدعم التوجهات الوطنية؛ لأن معدل النمو المتوقع في استهلاك الطاقة في المملكة يزيد عن 6% سنوياً للسنوات القادمة، مبيناً أن هذا المعدل المرتفع يعزى سببه في المقام الأول إلى النمو الاقتصادي المحلي، وإلى الإسراف في استهلاك الطاقة. وأشار معاليه إلى زيارة خادم الحرمين الشريفين الكريمة للمدينة يوم الجمعة 28 ربيع الآخر 1430ه، وقيامه حفظه الله بتدشين عدد من مشاريع المدينة التي تمثل المرحلة الثانية من مشاريع البحث والتطوير في المدينة لتطبيقات المياه والطاقة ضمن السياسة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار، ومن هذه المشاريع مشروع مجمع تقنية الطاقة، ومحطة الطاقة الشمسية باستخدام تقنية النانو، ومحطة أبحاث تحلية المياه باستخدام أغشية النانو والطاقة الشمسية بسعة 3000 متر مكعب في مدينة الخفجي. وأضاف السويل إن من المشاريع المهمة في مجال الطاقة المشروع المشترك بين المدينة وشركة آي بي إم لتطوير تقنيات الطاقة الكهروضوئية المركزة والتي تعتمد على تقنية النانو، ويهدف إلى ترقية محطة القرية الشمسية بالعيينة التي كانت تمد ثلاث قرى بالطاقة وهي العيينة والجبيلة والهجرة، كما يهدف إلى رفع إنتاج المحطة من الكهرباء ليصل بمشيئة الله إلى حوالي 10 ميقاوات . بدوره تحدث وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء الدكتور صالح بن حسين العواجي عن الدور الهام الذي تلعبه مصادر الطاقة المتجددة، وذكر أن المملكة توجهت إلى الاستفادة من الطاقة في السبعينات الميلادية، مشيراً إلى جهود المدينة في هذا المجال ، ومنها إيجاد شركاء لها لتبني تطبيق نتائج البحوث كوزارة المياه والكهرباء، وكذلك التعاون السعودي الياباني في هذا المجال والذي أسفر عن قيام اليابان بتمويل دراسة جدوى استغلال مصادر الطاقة في المملكة . وبدأت الورشة بكلمة اللجنة العلمية ألقاها المستشار في وزارة المياه والكهرباء الدكتور صالح العجلان ، مبيناً خلالها أهداف الورشة ومنها استعراض التجارب المحلية لتطبيقات الطاقة المتجددة في المملكة، الدروس المستفادة والخبرات المتراكمة في تحديد التحديات والصعوبات وإيجاد الحلول المناسبة لتطبيقات الطاقة المتجددة ، التعريف بالوضع الراهن والمستقبلي للطاقة المتجددة في المملكة. بعد ذلك قدم عدد من المختصين عشرة أوراق عمل عبر ثلاث جلسات رئيسية تناولت محاور عدة شملت تطبيقات الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية للقطاعين الحكومي والخاص في الوقت الراهن ، التطور التاريخي في تقنيات الطاقة المتجددة ، جدوى استغلال الطاقة المتجددة في بعض التطبيقات ، الاستثمار المستقبلي في هذا المجال . واستعرضت الجلسة الأولى التجارب المحلية لتطبيقات الطاقة المتجددة في المملكة، وترأس الجلسة نائب الرئيس المكلف للتطوير الاقتصادي بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الأستاذ أحمد عثمان الخويطر، حيث قدمت الورقة الأولى للدكتور نايف العبادي عرضاً عن خبرة ورؤية معهد بحوث الطاقة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في البحث والتطوير في مجال الطاقة المتجددة . وتحدث العبادي عن جهود المدينة في نقل وتوطين الطاقة المتجددة من خلال برامج التعاون المشتركة بين المدينة وجهات خارجية كالتعاون السعودي الياباني في استخدام الطاقة الشمسية في البيوت المحمية، وكذلك البرامج الوطنية كمشروع إنارة الأنفاق بالمنطقة الجنوبية، كما تناول الاستراتيجية الوطنية لتقنية الطاقة ، ثم تطرق إلى جهود المدينة المستقبلية لإنتاج تقنية الطاقة المتجددة ودعم القاعدة الصناعية لها ومنها المشاريع الريادية في مجال تحلية المياه وإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية الكهروضوئية والحرارية . كما قدمت الورقة الثانية للمهندس عبدالكريم الغامدي من شركة أرامكو السعودية عرضاً عن تجربة أرامكو في تطبيقات الطاقة المتجددة ، فيما تناولت الورقة الثالثة جهود ورؤية مركز التميز الوطني للطاقة المتجددة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ألقاها الدكتور أمير عبدالدائم عبدالله. وتناولت الجلسة الثانية التحديات والآفاق المستقبلية لتطبيقات الطاقة المتجددة، وترأس الجلسة الدكتور نايف العبادي المشرف على معهد بحوث الطاقة بالمدينة، حيث تحدث الأستاذ أحمد الخويطر في الورقة الأولى عن رؤية جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية المستقبلية لاستخدامات الطاقة المتجددة، ، مشدداً على الحاجة الملحة إلى تنويع مصادر الطاقة . وبينت الورقة الثانية لمقدمها الدكتور صالح العجلان أسباب توجه المملكة إلى هذه التقنية ومن أهمها وجود مساحات صحراوية شاسعة يمكن إنشاء محطات توليد كهروضوئية عملاقة عليها، ثم تحدث عن الخبرة اليابانية في مجال تطبيقات الكهروضوئية، حيث ذكر أن الشركات اليابانية تمكنت من تصنيع خلايا كهروضوئية متناهية الصغر تتراوح سماكتها بين (23) مايكرومتر. وأوضحت ورقة العجلان العرض الذي تقدمت به اليابان والمتضمن إنشاء أول محطة كهروضوئية عملاقة بالمملكة والشرق الأوسط بقدرة 20 ميجاوات، وطاقة إجمالية منتجة قدرها 32740 ميجاوات ساعة في السنة، كما تحدث عن مشروع مزرعة الرياح الأولى في المملكة، مشيراً إلى أن وزارة المياه والكهرباء تقوم بدراسة وتقييم الجدوى الاقتصادية لإنشاء المزرعة مربوطة بالشبكة الكهربائية السعودية . وتحدث المهندس عبدالله الكثيري عن الآفاق المستقبلية لاستخدام الطاقة المتجددة في الشركة السعودية للكهرباء، مشيراً إلى الدراسات والأبحاث التي تجريها الشركة ومنها دراسة الجدوى الفنية والاقتصادية لاستخدام طاقة الرياح لتوليد جزء من الطاقة الكهربائية المطلوبة لإحدى القرى أو المدن النائية على أن يتم توفير الجزء الآخر من الديزل . وفي الجلسة الثالثة عقدت حلقة نقاش حول الحاجة إلى السياسات والدعم والاستثمار في الطاقة المتجددة، وترأس الجلسة وكيل وزارة الكهرباء لشؤون الكهرباء الدكتور صالح العواجي، حيث تطرقت الورقة الأولى في هذه الحلقة إلى سياسات تعريفة الطاقة المتجددة المغذية للشبكة الكهربائية، وألقاها الدكتور عبدالله الشهري نائب محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج وفي الورقة الثانية تحدث وكيل محافظ الهيئة العامة للاستثمار الدكتور عواد العواد عن التنظيم والحوافز المالية والاستثمارية للطاقات المتجددة ، كما قدم الدكتور خالد البليهد من شركة صناعة المعرفة في الورقة الثالثة دراسة عن مدى الحاجة إلى إنشاء شركة وطنية للطاقة المتجددة، وذلك لمواجهة خطر الاعتماد على النفط، مضيفاً أن 33% من النمو سيأتي من الطاقة المتجددة . وفي الورقة الأخيرة تحدث رئيس البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية عن استهداف الصناعات المتعلقة بالطاقة المتجددة في المملكة، مبيناً مهمة البرنامج الوطني وهي تحفيز التنمية في الصناعات الموجهة للتصدير والمنافسة عالمياً، للمساهمة في تنويع الاقتصاد، وتوفير فرص عمل ذات جدوى للمواطنين. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل