ثمّة: «حريمٌ سياسيٌّ» في الداخلِ من بيتِ: «الرئيسِ المستبدِّ».! فلنفتّشْ إذنْ في حُجُراتِ القصرِ عن دروسِ ألف باء الاستبدادِ السياسيِّ، حيثُ تكونُ: «صِناعةُ الاستبدادِ» قائمةً هناك على قدَمٍ وساقٍ وفخِذٍ هذه المرّة. إذ المرأةُ وما مِن أحدٍ سواها (حافيةُ القدمينِ تارةً وأخرى بكعبٍ عالٍ) هي مَن كانَ: «الاستبدادُ السياسيُّ» يُصْنَعُ على عيْنِهَا الكحيلةِ! ومِن فوقِ سريرها الوثيرِ. وما يُدرينَا.. فلعلّهَا كانت هي: «العرّابُ» دونَ أن نتفطّن لذلك! ولئن شئنا خبراً يقيناً، فلنسألْ: «سلاطينَ الجبروتِ» و: «طغاة َجمهوريّات ِالخوفِ» عن: «امرأةٍ» كانت ثاويةً في مخدَعِها في بيت: «السلطان»، ظاهِرُها مِن قِبَلِهِ الرحمةُ وباطِنُها العذابُ.؟! إنّه السّورُ الذي ضُرِبَ بينَنَا وبينَ: «مدخَلِ الحريمِ» وكانَ مِن شأنِهِ أنْ حالَ بينَنَا وبينَ رؤيةِ الأشياءِ وفْقَ ما هي عليهِ في حقيقةِ أمرِهَا. سَلُوا السلاطينَ ورؤساءَ القمع عَمنْ كانَ ينسِجُ لهم: «غزلَ» استبدَادِهم.؟! ألم تكن هي تلك: «المرأةُ» التي لم تشأْ أنْ تنقضَ غزْلَها مِن بعدِ قوةٍ أنكَاثاً إلاّ عقبَ أنْ رأت بأمّ عينها الشعبَ وقد أحاطَ بالقصرِ إحاطةَ السّوارِ بالمعصَمِ وهو يّرَدّدُ: «الشعب يريد تغيير الرئيس»! وهل إنّ أحداً مِنكم يُخبِرنَا عن: «ثورةٍ» لن أقولَ أشعلَ فتيلَها: «امرأةٌ»!، بل عن: «ثورةٍ» كانَ للنساءِ فيها محضُ شرفِ المشاركةِ وحسب، باستثناءِ ما كانَ مِن خبرِ: (نجيب الكيلاني) في روايتِه:»ثورة النساء» الهزيلةِ بناءً والمتينة عاطفةً! وبكلٍّ، فإنَّها لمقارفةٌ عابثةٌ تلك التي أجتَرِحُهَا إنْ سعيتُ في سلبِ الذّكرِ قِوامتَهُ على :«الاستبدادِ» وخصيتُ تالياً فحولةَ طُغيانِه!، وحسبُنَا أنْ رأينا مَن ادّعت النبوّةَ من :«النساء» في حين لم يدّعِ الربوبيّةَ والأُلوهيّةَ إلا الرجل الطّاغوت.! وهو شأنٌ يحسَبُ للمرأةِ بينما يُجرّمُ عليه الرجل. وبعدُ..، فهل يمكنُنا رؤيةَ ما لا يُرى حينَ نزعمُ بأنّ: «المرأةَ» هي المسؤولةُ عن صناعةِ: «الاستبدادِ» في: «الرجل» وإنمائهِ؟! هذا ما تَتَغيّاهُ كتابتي لهذا اليوم، ذلك أنّي لا أُحسِنُ غيرَ صناعةِ الأسئلة. ولأَدع في ختْمِ هذه المقالة: «ابن الأثير» ليكتُبَ لكم عن شاهدةٍ على الاستبدادِ، إذ دوّن ما يلي: (أول من استبد من النساء الخيزران أم هارون الرشيد. وهي قرشيّةٌ، وكانت ذات نفوذ وقوةٍ يخافها أولادُها، ومن خالفها منهم أو اعترضها قتلته. وكانت في أيام زوجها المهدي صاحبة الأمر والنهي وهو يطاوعها. فلما تولى ابنها الهادي أرادت الاستبداد بالأمر من دونه، وأن تسلك به مسلك أبيه -ثم ذكر قصة طويلة عكّرت صفوهما- إلى أن يقول ابن الأثير: فحقدت عليه حتى إذا علمت أنه يريد خلع أخيه الرشيد والبيعة لابنه جعفر أمرت بعض جواريها بقتله بالغم والجلوس على وجهه حتى قتلته)! فيا أيها المشتغلون بأهازيج: «الربيع العربي».. ابحثوا في داخلِ القصرِ عن حفيداتِ: «الخيزران» مِن قبلِ أن تفكّروا ب:«تغيير الرئيس»!