عمل رجال «العقيلات» في التجارة قبل 400 عام، حيث تنوع نشاطهم حينها ما بين تجارة الخيل والإبل، والتجارة العامة، وظلوا يمارسونها إلى عام 1366ه تقريباً، وغالبيتهم من أهالي القصيم، ويقال إنهم من أوائل النجديين الذين وصلوا في هجرتهم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أن المؤرخين يصفونهم بالصبر، بينما ينعتون أسرهم بالوفاء، كونهم يقضون أعواما بانتظار عودة تجار«العقيلات». نزاهة التجار يقول عضو مجلس الشورى، الدكتور عبدالرحمن المشيقح «ظل «العقيلات» يبحثون عن لقمة العيش الحلال، عبر رحلاتهم وأسفارهم، كما ساهموا في عمارة الأرض، ووطدوا علاقات قوية بأصدقاء في عدة بلدان، مثل العراق والشام وتركيا وغيرها، وخدموا المنطقة بل الجزيرة العربية بأكملها ووصلوا بتجارتهم إلى بلاد السند والهند». ويضيف المشيقح «استمر أحفادهم من بعدهم على نهجهم حريصين على النزاهة في تجارتهم، حتى أصبحت بريدة والقصيم مضرب المثل في نزاهة التجار، فضلا عن الوعي والالتزام بالدين، حيث خرجت مشايخ وعلماء مجددين فتباركت هذه البلاد بتوجيهاتهم وحرصهم على التمسك بالدين، كما أن تجار القصيم، لم يبالغوا في رفع أسعار العقار، مقارنة بغيرهم من المناطق». منظومة عمل بينما يوضح المؤلف أحمد المنصور، بأن رجال العقيلات، ورَّثوا أحفادهم الصبر والحكمة والتنوع الاقتصادي، كما ورَّثوا قوة التفكير وبراعة العمل، مبينا أن عوائل القصيم، تعد الاقتصاد ركيزة أساسية للحياة في المنزل، مشيرا إلى أن كثيرا من شباب المنطقة، يعملون أثناء الدراسة. ويؤكد الشاب جاسر العمر، بأن شباب القصيم يحرص على السفرالجماعي خلال الصيف، لاغتنام الفرصة في إيجاد دخل إضافي، حيث يهتم الشباب القصيمي بتكوين قاعدة ثقافية متنوعة، حيث يجد متعته في ممارسة التجارة، إذ إنهم ورثوا هذا الفكر من كبار رجال العقيلات المعروفين بصبرهم وكفاحهم، رغم بعد المسافات وقلة الإمكانيات، الأمر الذي ساهم في تحويل المجتمع القصيمي إلى منظومة تعتمد على العمل الجدي، وتجاهل المعيقات. ويقول الشاب عبدالغفور محمد «أمارس التجارة منذ زمن، ولدي قناعة بأن من كسب بزمن العقيلات بوقت يصعب على التاجر التنقل بسهولة فتكونت لدي هذه الثقافة، وبدأت عملي في مكتب عقارات دون رأس مال، والآن أصبحت أعرف أسرار العقار، وأسير بخطى ثابتة لقناعتي بأن الإرادة وموروث تجار العقيلات ارتبط بالصغير قبل الكبير، وتكونت قاعدة العمل دون كلل أو ملل إضافة إلى السفر لبلدان جديدة، لتكوين ثقافة اقتصادية جديدة، ومن ثم تطبيقها في القصيم، ما ساعد على تحول المنطقة في جميع المجالات إلى منظومة عمل اجتماعية وتكيف مع الأجواء مهما صعبت». تقليد تجار العقيلا ت مستمر بالمناسبات في القصيم