لايكاد الزائر لجناح القصيم في الجنادرية يغادر الجناح إلا وقد انبهر من مجموعة الوثائق التاريخية والمخطوطات التي يحويها معرض العقيلات داخل الجناح ،الذي تتواجد به أربعون صورة لشخصيات من أبناء هذه الرحلات التاريخية، حين كان أبناء منطقة القصيم يسافرون لأشهر عدة إلى بلاد الشام والعراق ومصر، ويمارسون التجارة عبر جلب الزاد من الأقط والشعير والطحين إلى بلادهم وضرب أروع الأمثلة في المثابرة والنجاح والرجولة. ويحوي معرض العقيلات بعض المعلومات الموثقة عن هؤلاء الرجال وما تركوه للأجيال من قصص وذكريات، ومن تلك الوثائق ما ورثه العقيلي صالح الرميان وهو أول جواز سفر رسمي قبل توحيد المملكة، حين كانت تسمى مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها والذي تم استصداره عام 1348 ه، ويقدمه معرض العقيلات للزوار لمشاهدة هذا الإرث التاريخي، الذي يعود لنحو 85 عاما، كما يحوي المعرض على بعض المطويات التي كانت تستخدم لتدوين المذكرات وإحصاء الإبل والماشية التي تخص التجار. ويضم المعرض بعض الصور التي تثبت بُعد العلاقة بين أبناء العقيلات وبعض التجار في الولاياتالمتحدة، عبر بعض الرسائل بين الطرفين ،ما كان لها الأثر الكبير في تطور العلاقة بين السعودية وأمريكا بعد توحيد المملكة حيث كان أبناء العقيلات طريقا سهلا لتوطيد تلك العلاقات. وأوضح المشرف على المعرض عبد اللطيف الوهيبي أن ما يقدم في المعرض يعد من التاريخ الذي لابد من المحافظة عليه للأجيال المقبلة، إذ إنه يحكي قصص وبطولات لهؤلاء الرجال والذين خلدهم التاريخ ودونت لهم الروايات، وبعضهم سميت باسمه المساجد والميادين في بعض البلدان العربية والإسلامية نظير الدور الكبير الذي قدموه خلال رحلاتهم التاريخية للتجارة ونشر الثقافة الإسلامية والعادات العربية الأصيلة .