أصبحت المسافة صفرا بين مدينتي غزة ونيويورك بعد أن استنسخ الشباب الفلسطينيون أنموذجاً للأمم المتحدة بكل مكوناتها في نفس توقيت انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والستين. عشرات الأعلام لدول العالم وشباب ارتدوا الملابس الرسمية وحملوا بطاقات كُتِبَ عليها أسماء الدول الرسمية، وقاعة توسطها شعار الأممالمتحدة بنفس الشكل الموجود في المقر الرسمي وبروتوكولات دبلوماسية لضبط الجلسات، هي مشاهد مؤتمر أنموذج محاكمة الأممالمتحدة الذي يُنفَّذ لأول مرة في فلسطين. حفل الافتتاح الذي تزامن مع خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأممالمتحدة تم بمشاركة واسعة لشخصيات فلسطينية ودولية، وكان فرصة لتوجيه رسائل متنوعة من قطاع غزة المحاصر إلى العالم لدعم الطلب الفلسطيني لنيل العضوية في الأممالمتحدة. محمد قطيفان شاب فلسطيني في العشرينيات من عمره مثَّل دور الأمين العام للأمم المتحدة في أنموذج المحاكاة، لكنه نطق خلال كلمته الافتتاحية باسم الشباب الفلسطينيين المنظمين له والمتشوقين للحريه قائلا « إن ما نحتاجه من الأممالمتحدة هو المساعدة في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف ممارساته المستبدة التي يشنها ضدنا في مدن الضفة والقدس المحتلة». النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني راوية الشوا، التي أشرفت على تنظيم وتدريب المشاركين، قالت في كلمتها في الافتتاح إن عقد مؤتمر بهذا الشكل بالظروف التي تشبه المستحيل يحمل دلالات تؤكد أن قطاع غزة يرغب في الحياة بشبابه ونسائه ويرسل للعالم رسائل بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ورفع الحصار فوراً لأنه غير إنساني وغير أخلاقي وغير قانوني. المشهد الأكثر تأثيرا في أنموذج المحاكاة كان مع انعقاد جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة وقيام الشاب حسين مرتجى الذي يمثل دور مندوب منظمة التحرير الفلسطينية بتقديم طلب عضوية في الأممالمتحدة وهو ما قوبل بتصفيق حاد من الحضور، حيث من المفترض أن يصدر قرار من الجمعية العامة بقبول طلب عضوية فلسطين غير الكاملة. أنموذج المحاكاة الذي شهد أيضا جلسات لمجلس الأمن والمجلس الاقتصادي الاجتماعي وغيرها من مؤسسات الأممالمتحدة ، أخرج شباب قطاع غزة من عزلتهم ليدمجهم مع العالم، وليقدم لهم فرصة لكي يتحدثوا باسمه.