محمود أحمد مُنشي تحتضن ذاكرة كلّ أمة أحداثاً تعتز بها، ويتوارث أجيالها وأبناؤها ذكراها الخالدة والعطرة.. وفي ذاكرة بلادنا بلاد الحرمين الشريفين وقبلة الإسلام والمسلمين.. يوم انطلقت فيه بعون الله مظفرة مخلصة واعية تدرك أبعاد ما تتجه وما تصبو إليه وإلى أين تمضي. بطل هذه الانطلاقة وقائدها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه-، لقد أدرك بنظرته الثاقبة وأفقه البعيد واستقرائه للمستقبل وصادق فطرته مُستعيناً بالله -عزّ وجل- في كل أقواله وأفعاله.. لقد التزم -رحمه الله- منهجاً وسلوكاً منبعه الدين الإسلامي الحنيف فكانت بدايته واثقة وتوالت خطواته المباركة بتوفيق من المولى عزّ وجل. يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351ه أشرقت شمس ما زالت ساطعة -إن شاء الله- إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فتوحدت هذه البلاد الشاسعة المترامية الأطراف من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، ورغم اختلاف العادات والتقاليد من منطقة إلى أخرى إلا أنهم انصهروا جميعا في بوتقة واحدة تجمعهم كلمة التوحيد الخالدة وفي نسيج اجتماعي مترابط قوي بإذن الله وكالجسد الواحد يشُدُّ بعضه بعضا.يأتي سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولى العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز -أيدهما الله- ليُكملا المسيرة الخيّرة حاملَين الأمانة والعهد بكل عزيمة وهِمّة، عمّرا بيوت الله ورفعا البنيان وشيّدا صروحَ وقِلاع العِلم والمعرفة.. في هذا العهد الميمون عهد الخير والبناء نرى ونلمس القفزات الوثّابة التي يقوم بها الملك المبارك، وهذه النقلة الكبيرة يأتي في مُقدمتها عملية الإصلاح، والمشروعات العملاقه التنموية في جميع الميادين، في كل لحظة إنجاز تلو إنجاز، ورش عمل وجُهد دؤوب، وطموحات لا تعرف المُستحيل، وعزم لا يستكين. اليوم الوطني محفور وعالق في الأذهان وذكرى خالدة وتاريخ في القلب مع النبض يبقى.. هذا الوطن الغالي بعد أن تم توحيده على يد المؤسس الباني -رحمه الله- والسير على خُطاه من قبل أبنائه البررة وكل رجاله المخلصين. يومُك يا وطني يوم عز وخير.. أنت وطن المحبة والسلام، فامضي قدماً إلى مدارج العزة والسؤدد.. إن التطور المذهل الذي نعيشه يوماً بعد يوم يأتي ضمن منظومة واستراتيجية الوطن في يومه الخالد. أول الميزان يُمثل لهذا الوطن وأبنائه الكثير؛ فهو رمز العدل والقوة والأمن والاستقرار والتفاف الشعب حول قيادته الرشيدة.. وثقل المملكة السياسي والاقتصادي ودورها الكبير الذي تضطلع به نحو الأشقاء والأصدقاء.